Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 6-6)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ خَلَقَكُمْ مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ } يعني آدم عليه السلام { ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا } يعني حواء خلقها من ضلع آدم ، فإن قيل : كيف عطف قوله : { ثُمَّ جَعَلَ } على خلقكم بثم التي تقتضي الترتيب والمهلة ، ولا شك أن خلقة حواء كانت قبل خلقة بني آدم ؟ فالجواب من ثلاثة أوجه : الأول وهو المختار أن العطف إنما هو على معنى قوله : { وَاحِدَةٍ } لا على خلقكم كأنه قال : خلقكم من نفس كانت واحدة ثم خلق منها زوجها بعد وحدتها الثاني : أن ثم لترتيب الأخبار لا لترتيب الوجود . الثالث : أنه يعني بقوله : { خَلَقَكُمْ } إخراج بني آدم من صلب أبيهم كالذر وذلك كان قبل خلقه حواء . { وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ } يعني المذكورة في الأنعام من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن البقر اثنين وسماها أزواجاً لأن الذكر زوج الأنثى والأنثى زوج الذكر . وأما { أَنزَلَ } ففيه ثلاثة أوجه : الأول أن الله خلق أول هذه الأزواج في السماء ثم أنزلها . الثاني أن معنى أنزل قضى وقسم ، فالإنزال عبارة عن نزول أمره وقضائه . الثالث أنه أنزل المطر الذي ينبت به النبات الذي تعيش منه هذه الأنعام فعبّر بإنزالها عن إنزال أرزاقها وهذا بعيد { خَلْقاً مِّن بَعْدِ خَلْقٍ } يعني أن الإنسان يكون نطفة ثم علقة ثم مضغة إلى أن يتم خلقه ، ثم ينفخ فيه الروح { فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ } هي البطن والرحم والمشيمة ، وقيل : صلب الأب والرحم والمشيمة ، والأول أرجح لقوله : { بُطُونِ أُمَّهَاتِكُـمْ } ولم يذكر الصلب .