Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 13-16)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ } إشارة إلى ما تقدم من المواريث وغيرها { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } الآية : تعلق بها المعتزلة في قولهم : إن العصاة من المؤمنين يخلدون في النار ، وتأولها الأشعرية على أنها في الكفار { يَأْتِينَ ٱلْفَٰحِشَةَ } هي هنا الزنا { مِن نِّسَآئِكُمْ } أو من المسلمات ؛ لأن المسلمة تحدّ حدّ الزنا ، وأما الكافر أو الكافرة فاختلف ، هل يحدّ أو يعاقب ؟ { فَٱسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنْكُمْ } قيل : إنما جعل شهداء الزنا أربعة ؛ تغليظاً على المدعي وستراً على العباد ، وقيل : ليكون شاهدان على كل واحد من الزانيين { فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي ٱلْبُيُوتِ } كانت عقوبة الزنا الإمساك في البيوت ، ثم نسخ ذلك بالأذى المذكور بعد هذا ، وهو السب والتوبيخ ، وقيل : الإمساك للنساء ، والأذى للرجال ، فلا نسخ بينهما ورجحه ابن عطية بقوله : في الإمساك من نسائكم ، وفي الأذى منكم ، ثم نسخ الإمساك والأذى بالرجم للمحصن وبالجلد لغير المحصن ، واستقر الأمر على ذلك ، وأما الجلد فمذكور في سورة النور ، وأما الرجم ؛ فقد كان في القرآن ثم نسخ لفظه وبقي حكمه ، وقد رجم صلى الله عليه وسلم ماعزاً الأسلمي وغيره { فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَآ } لما أمر بالأذى للزاني أمر بالإعراض عنه إذا تاب ، وهو ترك الأذى .