Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 170-171)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ } خطاب عام ، لأنّ النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى جميع الناس { فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ } انتصب خبراً هنا ، وفي قوله : { ٱنتَهُواْ خَيْراً لَّكُمْ } بفعل مضمر لا يظهر تقديره إيتوا خيراً لكم ، هذا مذهب سيبويه ، وقال الخليل : انتصب بقوله آمنوا وانتهوا على المعنى ، وقال الفراء فآمنوا إيماناً خيراً لكم فنصبه على النعت لمصدر محذوف ، وقال الكوفيون هو خبر كان المحذوفة تقديره يكن الإيمان خيراً لكم { وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي هو غني عنكم لا يضره كفركم { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ } هذا خطاب للنصارى لأنهم غلوا في عيسى حتى كفروا ، فلفظ أهل الكتاب عموم يراد به الخصوص في النصارى ، بدليل ما بعد ذلك والغلو هو الإفراط وتجاوز الحد { وَكَلِمَتُهُ } أي مكون عن كلمته التي هي كن من غير واسطة أب ولا نطفة { وَرُوحٌ مِّنْهُ } أي ذو روح من الله ، فمن هنا لابتداء الغاية ، والمعنى من عند الله ، وجعله من عند الله لأن الله أرسل به جبريل عليه السلام إلى مريم { وَلاَ تَقُولُواْ ثَلٰثَةٌ } نهي عن التثليث ، وهو مذهب النصارى وإعراب ثلاثة خبر مبتدأ مضمر { لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } برهان على تنزيهه تعالى عن الولد ، لأنه مالك كل شيء .