Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 11-11)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَآ إِلَيْهِ } أي لو كان الإسلام خيراً ما سبقنا إليه هؤلاء ، والقائلون لهذه المقالة هم أكابر قريش لما أسلم الضعفاء ؛ كبلال وعمار وصهيب وقيل بل قالها كنانة وقبائل من العرب لما أسلمت غفار ومزينة وجهينة ، وقيل : بل قالها اليهود لما أسلم عبد الله بن سلام ، والأول أرجح لأن الآية مكية ، وكانت مقالة قريش بمكة . وأما مقالة الآخرين فإنما كانت بعد الهجرة ، ومعنى الذين آمنوا من أجل الذين آمنوا : أي قالوا ذلك عنهم في غيبتهم ، وليس المعنى أنهم خاطبوهم بهذا الكلام ، لأنه لو كان خطاباً لقالوا ما سبقتمونا { وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُواْ بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَـٰذَآ إِفْكٌ قَدِيمٌ } أي لما لم يهتدوا قالوا هذا إفك قديم ونحو هذا ما جاء في المثل : مَنْ جَهِل شيئاً عاداه ، ووصفه بالقدم لأنه قد قيل قديماً ، فإن قيل : كيف تعمل فسيقولون في إذ وهي للماضي والعامل مستقبل ؟ فالجواب : أن العامل في إذ محذوف تقديره إذ لم يهتدوا به ظهر عنادهم فسيقولون ، قال ذلك الزمخشري ، ويظهر لي أن إذ هنا بمعنى التعليل لا ظرفية بمعنى الماضي فلا يلزم السؤال ، والمعنى أنهم قالوا : هذا إفك بسبب أنهم لم يهتدوا به ، وقد جاءت إذ بمعنى التعليل في القرآن وفي كلام العرب ، ومنه { وَلَن يَنفَعَكُمُ ٱلْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ } [ الزخرف : 39 ] أي بسبب ظلمكم .