Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 11-11)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ } نهى عن السخرية وهي الاستهزاء بالناس { عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ } أي لعل المسخور منه خير من الساخر عند الله ، وهذا تعليل للنهي { وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ } لما كان القوم لا يقع إلا على الذكور عطف النساء عليهم { وَلاَ تَلْمِزُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } أي لا يطعن بعضكم على بعض واللمز : العيب ، سواء كان بقول أو إشارة أو غير ذلك ، وسنذكر الفرق بينه وبين الهمز في سورة الهمزة و { أَنفُسَكُمْ } هنا بمنزلة قوله : { فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ } [ النور : 61 ] { وَلاَ تَنَابَزُواْ بِٱلأَلْقَابِ } أي لا يدعُ أحد أحداً بلقب ، والتنابز بالألقاب التداعي بها ، وقد أجاز المحدثون أن يقال الأعمش والأعرج ونحوه إذا دعت إليه الضرورة ولم يقصد النقص والاستخفاف . { بِئْسَ ٱلاسْمُ ٱلْفُسُوقُ بَعْدَ ٱلإَيمَانِ } يريد بالاسم أن يسمى الإنسان فاسقاً بعد أن سمي مؤمناً ، وفي ذلك ثلاثة أوجه : أحدها استقباح الجمع بين الفسق وبين الإيمان ، فمعنى ذلك أن من فعل شيئاً من هذه الأشياء التي نهى عنها فهو فاسق وإن كان مؤمناً ، والآخر بئس ما يقوله الرجل للآخر يا فاسق بعد إيمانه ، كقولهم لمن أسلم من اليهود : يا يهودي ، الثالث أن يُجعل من فَسَقَ غير مؤمن وهذا على مذهب المعتزلة .