Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 44-44)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ } هم الأنبياء الذين بين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ، ومعنى أسلموا هنا أخلصوا لله وهو صفة مدح أريد به التعريض باليهود ؛ لأنه بخلاف هذه الصفة ، وليس المراد هنا الإسلام الذي هو ضد الكفر ؛ لأن الأنبياء لا يقال فيهم : أسلموا على هذا المعنى ، لأنهم لم يكفروا قط ، وإنما هو كقول إبراهيم عليه السلام : أسلمت لرب العالمين ، وقوله تعالى فقل : أسلمت وجهي لله { لِلَّذِينَ هَادُواْ } متعلق بيحكم أي يحكم الأنبياء بالتوراة للذين هادوا ، ويحملونهم عليها ، ويتعلق بقوله فيه هدى ونور { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ } أي كلفوا حفظه ، والباء هنا سببية قاله الزمخشري ، ويحتمل أن تكون بدلاً من المجرور في قوله يحكم بها { فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ } وما بعده خطاباً لليهود ، أن تكون وصية للمسلمين يراد بها التعريض باليهود ، لأن ذلك من أفعالهم { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } قال ابن عباس : نزلت الثلاثة في اليهود : الكافرون ، والظالمون ، والفاسقون ، وقد روي في هذا أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال جماعة : هي عامة في كل من لم يحكم بما أنزل الله من اليهود والمسلمين وغيرهم ، إلا أن الكفر في حق المسلمين كفر معصية لا يخرجهم عن الإيمان ، وقال الشافعي : الكافرون في المسلمين ، والظالمون في اليهود ، والفاسقون في النصارى .