Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 19-19)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً } سؤال يقتضي جواباً ينبني عليه المقصود ، وفيه دليل على أن الله يقال فيه شيء لكن ليس كمثله شيء { قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } يحتمل وجهين أحدهما أن يكون الله مبتدأ وشهيد خبره ، والآخر أن يكون تمام الجواب عند قوله : قل الله ، بمعنى أن الله أكبر شهادة ، ثم يبتدئ على تقدير : هو شهيد بيني وبينكم ، والأول أرجح لعدم الإضمار ، والثاني أرجح لمطابقته للسؤال ، لأن السؤال بمنزلة من يقول : من أكبر الناس ؟ فيقال في الجواب ، فلان وتقديره فلان أكبر ، والمقصود بالكلام استشهاد بالله الذي هو أكبر شهادة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهادة الله بهذا هي علمه بصحة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وإظهار معجزته الدالة على نبوته { وَمَن بَلَغَ } عطف على ضمير المفعول في لأنذركم والفاعل ببلغ ضمير القرآن ، والمفعول محذوف يعود على من تقديره : ومن بلغه والمعنى أوحى إليّ هذا القرآن لأنذر به المخاطبين ، وهم أهل مكة ، وأنذر كل من بلغه القرآن من العرب والعجم إلى يوم القيامة ، قال سعيد بن جبير : من بلغه القرآن فكأنما رأى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل : المعنى ؛ ومن بلغ الحلم وهو بعيد قل { أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ } الآية : تقرير المشركين على شركهم ، ثم تبرأ من ذلك بقوله : لا أشهد ، ثم شهد الله بالوحدانية ، وروي أنها نزلت بسبب قوم من الكفار أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد ما تعلم من الله إلهاً آخر .