Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 27-31)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ } جواب لو محذوف هنا ، وفي قوله : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَىٰ رَبِّهِمْ } ، وإنما حذف ليكون أبلغ ما يقدره السامع : أي لو ترى لرأيت أمراً شنيعاً هائلاً ، ومعنى وقفوا حبسوا ، قاله ابن عطية ، ويحتمل أن يريد بذلك إذا ادخلوا النار ، وإذا عاينوا وأشرفوا عليها ، ووضع إذ موضع إذا لتحقيق وقوع الفعل حتى كأنه ماض { يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ } فرئ برفع نكذبُ ونكونُ على الاستئناف والقطع على التمني ، ومثّله سيبويه بقولك : دعني ولا أعود أي وأنا لا أعود ، ويحتمل أن يكون حالاً تقديره نرد غير مكذبين ، أو عطف على نرد ، وقرئ بالنصب بإضمار أن بعد الواو في جواب التمني { بَلْ بَدَا لَهُمْ مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ } المعنى ظهر لهم يوم القيامة في صحائفهم ما كانوا يخفون في الدنيا من عيوبهم وقبائحهم ، وقيل : هي في أهل الكتاب أي بدا لهم ما كانوا يخفون من أمر محمد صلى الله عليه وسلم ، وقيل : هي في المنافقين أي بدا لهم ما كانوا يخفون من الكفر ، وهذان القولان بعيدان ، فإن الكلام أوله ليس في حق المنافقين ولا أهل الكتاب ، وقيل : إن الكفار كانوا إذا وعظهم النبي صلى الله عليه وسلم خافوا وأخفوا ذلك الخوف لئلا يشعر بها أتباعهم ، فظهر لهم ذلك يوم القيامة { وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ } إخبار بأمر لا يكون لو كان كيف كان يكون وذلك مما انفرد الله بعلمه { وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } يعني في قولهم : ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين ، ولا يصح أن يرجع إلى قولهم : يا ليتنا نردّ ، لأن التمني لا يحتمل الصدق ولا الكذب { وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } حكاية عن قولهم في إنكار البعث الأخروي { قَالَ أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } تقرير لهم وتوبيخ { قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا } الضمير فيها للحياة الدنيا لأن المعنى يقتضي ذلك وإن لم يجر لها ذكر ، وقيل : الساعة أي فرطنا في شأنها ، والاستعداد لها ، والأول أظهر { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } كناية عن تحمل الذنوب ، وقال : على ظهورهم ، لأن العادة حمل الأثقال على الظهور ، وقيل : إنهم يحملونها على ظهورهم حقيقة ، وروي في ذلك أن الكافر يركبه عمله بعد أن يتمثل له في أقبح صورة ، وأن المؤمن يركب عمله بعد أن يتصوّر له في أحسن صورة { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } إخبار عن سوء ما يفعلون من الأوزار .