Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 80-83)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَتُحَٰجُّوۤنِّي فِي ٱللَّهِ } أي في الإيمان بالله وفي توحيده ، والأصل أتحاجونني بنونين وقرئ بالتشديد على إدغام أحدهما في الآخر ، وبالتخفيف على حذف أحدهما واختلف هل حذفت الأولى أو الثانية { وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ } ما هنا الذي ويريد بها الأصنام ، وكانوا قد خوفوه أن تصيبه أصنامهم بضر ، فقال : لا أخاف منهم ؛ لأنهم لا يقدرون على شيء { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ } [ الأنعام : 90 ] استثناء منقطع بمعنى لكن : أي إنما أخاف من ربي إن أراد بي شيئاً { وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ } أي كيف أخاف شركاءكم الذين لا يقدرون على شيء ؟ وأنتم لا تخافون ما فيه كل خوف ، وهو إشراككم بالله وأنتم تنكرون عليّ الأمن في موضع الأمن ، ولا تنكرون على أنفسكم الأمن في موضع الخوف ؟ ثم أوفقهم على ذلك بقوله فأيّ الفريقين أحق بالأمن ؟ ولا تنكرون على أنفسكم الأمن في موضع الخوف ؟ ثم أوقفهم على ذلك بقوله فأيّ الفريقين أحق بالأمن ؟ يعني فريق المؤمنين ، وفريق الكافرين ، ثم أجاب عن السؤال بقوله { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } الآية ؛ وقيل : إن الذين آمنوا : استئناف وليس من كلام إبراهيم { وَلَمْ يَلْبِسُوۤاْ إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } " لما نزلت هذه الآية أشفق منها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : وأينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما ذلك كما قال لقمان لابنه : { يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } " [ لقمان : 13 ] { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ } إشارة إلى ما تقدم من استدلاله واحتجاجه .