Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 63, Ayat: 4-4)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ } يعني أنهم حِسانُ الصور { وَإِن يَقُولُواْ تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } يعني أنهم فصحاء الخطاب ، والضمير في قوله : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ } وفي قوله : { تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ } : للنبي صلى الله عليه وسلم ، ولكل مخاطب { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ } شبههم بالخشب في قلة أفهامهم ، فكان لهم منظر بلا مخبر ، وقال الزمخشري : إنما شبههم بالخشب المسندة إلى حائط ، لأن الخشب إذا كانت كذلك لم يكن فيها منفعة ، بخلاف الخشب التي في سقف أو مغروسة في جدار ؛ فإن فيها حينئذ منفعة . فالتشبيه على هذا في عدم المنفعة ، وقيل : كانوا يستندون في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فشبههم في استنادهم بالخشب المسندة إلى الحائط { يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ } عبارة عن شدّة خوفهم من المسلمين ، وذلك أنهم كانوا إذا سمعوا صياحاً ظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بقتلهم { قَاتَلَهُمُ ٱللَّهُ } الدعاء عليهم يتضمن ذمَّهم وتقبيح أحوالهم { أَنَّى يُؤْفَكُونَ } أي كيف يصرفون عن الإيمان مع ظهوره .