Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 17-24)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَآ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ } أي بلونا قريشاً كما بلونا أصحاب الجنة ، وكانوا إخوه من بني إسرائيل لهم جنة ، روي أنها بمقربة من صنعاء ، فحلفوا أن لا يعطوا مسكيناً منها شئياً ، وباتوا عازمين على ذلك ، فأرسل الله على جنتهم طائفاً من نار فأحرقتها ، وعلموا أن الله عاقبهم فيها بما قالوا ، فندموا وتابوا إلى الله ، ووجه تشبيه قريش بأصحاب الجنة ؛ أن الله أنعم على قريش ببعث محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أنعم على أصحاب الجنة بالجنة ، فكفر هؤلاء بهذه النعمة كما فعل أولئك ، فعاقبهم الله كما عاقبهم ، وقيل : شبَّه قريشاً لما أصابهم الجوع بشدة القحط ، حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحاب الجنة لما هلكت جنتهم { إِذْ أَقْسَمُواْ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } أي حلفوا أن يقطعوا غلة جنتهم عند الصباح وكانت الغلة ثمراً { وَلاَ يَسْتَثْنُونَ } في معناه ثلاثة أقوال : أحدها لم يقولوا إن شاء الله حين حلفوا ليصرمنها ، والآخر لا يستثنون شيئاً من ثمرها إلا أخذوه لأنفسهم ، والثالث لا يتوقفون في رأيهم ولا ينتهون عنه أي لا يرجعون عنه { فَطَافَ عَلَيْهَا طَآئِفٌ } قال الفراء : الطائف الأمر الذي يأتي بالليل { فَأَصْبَحَتْ كَٱلصَّرِيمِ } فيه أربعة أقوال : الأول أصبحت كالليل لأنها اسودَّتْ لِما أصابها ، والصريم في اللغة الليل ، الثاني أصبحت كالنهار لأنها ابيضت كالحصيد ويقال : صريم لليل والنهار . الثالث أن الصريم : الرماد الأسود بلغة بعض العرب ، الرابع أصبحت كالمصرومة أي المقطوعة { فَتَنَادَوْاْ مُصْبِحِينَ } أي نادى بعضهم بعضاَ حين أصبحوا وقال بعضهم لبعض : { ٱغْدُواْ عَلَىٰ حَرْثِكُمْ } أي جنتكم { إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ } أي حاصدين لثمرتها { يَتَخَافَتُونَ } يكلم بعضهم بعضاً في السر ويقولون : { أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا ٱلْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ } وأن في قوله : أن اغدوا وأن لا يدخلنها حرف عبارة وتفسير .