Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 68, Ayat: 9-16)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } المداهنة هي الملاينة والمداراة فيما لا ينبغي ، ورُوي أن الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : لو عبدت آلهتنا لعبدنا إلٰهك ، فنزلت الآية ولم ينتصب فيدهنون في جواب التمني ؛ بل رفعه بالعطف على تدهن قاله ابن عطية ، وقال الزمخشري : هو خبر مبتدأ محذوف تقديره فهم يدهنون { حَلاَّفٍ } كثير الحلف في الحق والباطل { مَّهِينٍ } هو الضعيف الرأي والعقل قال ابن عطية : هو من مهن إذا ضعف ، فالميم فاء الفعل ، وقال الزمخشري : هو من المهانة وهي الذلة والحقارة وقال ابن عباس : المهين الكذاب { هَمَّازٍ } هو الذي يعيب الناس { مَّشَّآءٍ بِنَمِيمٍ } أي كثير المشي بالنميمة ، يقال : نميم ونميمة بمعنى واحد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة نمام " { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } أي شحيح ، لأن الخير هنا هو المال . وقيل : معناه مناع من الخير ، أي يمنع الناس من الإسلام ، والعمل الصالح { مُعْتَدٍ } هو من العدوان وهو الظلم { أَثِيمٍ } من الإثم وهو ارتكاب المحرمات { عُتُلٍّ } أي غليظ الجسم ، قاسي القلب بعيد الفهم ، كثير الجهل { زَنِيمٍ } أي ولد زنا ؛ وقيل : هو الذي في عنقه زنمة كزنمة الشاة التي تعلق في حلقها ، وقيل : معناه مريب قبيح الأفعال . وقيل : ظلوم ، وقيل : لئيم وقوله : { بَعْدَ ذَلِكَ } أي بعد ما ذكرنا من عيوبه ، فهذا الترتيب في الوصف لا في الزمان ، واختلف في الموصوف بهذه الأوصاف الذميمة ، فقيل : لم يقصد بها شخص معين ، بل كل من اتصف بها ، وقيل : المقصود بها الوليد بن المغيرة ، لأنه وصفه بأنه ذو مال وبنين ، وكذلك كان ، وقيل : أبو جهل ، وقيل : الأخنس بن شريق ، ويؤيد هذا أنه كانت له زنمة في عنقه ، قال ابن عباس : عرفناه بزنمته وكان لقيطاً من ثقيف ، ويعدُّ في بني زهرة ، فيصح وصفه بزنيم على القولين ، وقيل : الأسود بن عبد يغوث { أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ } في موضع مفعول من أجله يتعلق بقوله : { لاَ تُطِعْ } أي لا تطعه بسبب كثرة ماله وبنيه ، ويجوز أن يتعلق بما بعده ، والمعنى على هذا أنه قال في القرآن أساطير الأولين ، لأنه ذو مال وبنين ، يتكبر بماله وبنيه ، والعامل في ( أن كان ) على هذا فعل من المعنى ، ولا يجوز أن يعمل فيه ( قال ) الذي هو جواب إذا ، لأن ما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله ، والأول أظهر ، وقد تقدم معنى أساطير الأولين { سَنَسِمُهُ عَلَى ٱلْخُرْطُومِ } أصل الخرطوم : أنف السبع ثم استعير للإنسان استخفافاً به ، وتقبيحاً له والمعنى نجعل له سمة . وهي العلامة على خرطومه ، واختلف في هذه السمة قيل : هي الضربة بالسيف يوم بدر ، وقيل : علامة من نار تجعل على أنفه في جهنم . وقيل : علامة تجعل على أنفه يوم القيامة ليعرف بها .