Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 30-37)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ } خطاب للزبانية يقوله لهم الله تعالى أو الملائكة بأمر الله { فَغُلُّوهُ } أي اجعلوا غلاً في عنقه ؛ وروي أنها نزلت في أبي جهل { ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً } معنى ذرعها أي طولها ، واختلف في هذا الذراع فقيل : إنه الذراع المعروف ، وقيل : بذراع الملك ، وقيل : في الذراع سبعون باعاً ، كل باع ما بين مكة والكوفة ، ولله در الحسن البصري في قوله : الله أعلم بأي ذراع هي ، وجعلها سبعين ذراعاً لإرادة وصفها بالطول ، فإن السبعين من الأعداد التي تقصد بها العرب التكثير ، ويحتمل أن تكون هذه السلسلة لكل واحد من أهل النار ، أو تكون بين جميعهم وقد حكى الثعلبي ذلك { فَاسْلُكُوهُ } أي أدخلوه ، روي أنها تلتوي عليه حتى تعمه وتضغطه ، فالكلام على هذا على وجهه وهو المسلوك فيها ، وإنما قدم قوله : في سلسلة ، على اسلكوه ، لإرادة الحصر ، أي لا تسلكوه إلا في هذه السلسلة وكذلك قدّم الحميم ، على صلّوه ، لإرادة الحصر أيضاً { طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } يحتمل أنه أراد إطعام مسكين ، فوضع الاسم موضع المضمر ، أو يقدر : لا يحض على بذل طعام المسكين ، وأضاف الطعام إلى المسكين ؛ لأن له إليه نسبة ، ووصفه بأنه لا يحض على طعام المسكين يدل على أنه لا يطعمه من باب أولى ، وهذه الآية تدل على عظم الصدقة وفضلها ، لأنه قرن منع طعام المسكين بالكفر بالله { فَلَيْسَ لَهُ ٱلْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ } فيه قولان : أحدهما ليس له صديق ، والآخر : ليس له شراب { وَلاَ طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ } فإن الحميم الماء الحار ، والغسلين صديد أهل النار عند ابن عباس . وقيل : شجر يأكله أهل النار ، وقال اللغويون : هو ما يجري من الجراح إذا غسلت وهو فِعْلين من الغسل { ٱلْخَاطِئُونَ } جمع خاطئ وهو الذي يفعل ضد الصواب متعمّداً ، والمخطئ الذي يفعله بغير تعمد .