Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 147-154)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلِقَآءِ ٱلآخِرَةِ } يجوز أن يكون من إضافة المصدر إلى المفعول به أي : ولقاؤهم الآخرة ، أو من إضافة المصدر إلى الظرف { وَٱتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ } هم بنو إسرائيل { مِن بَعْدِهِ } أي من بعد غيبته في الطور { مِنْ حُلِيِّهِمْ } بضم الحال والتشديد جمع حلى نحو ثدي وثدي ، وقرئ بكسر الحاء للإتباع وقرئ بفتح الحاء وإسكان اللام ، والحلي هو اسم ما يتزين به من الذهب والفضة { جَسَداً } أي جسماً دون روح ، وانتصابه على البدل { لَّهُ خُوَارٌ } الخوار هو : صوت البقر ، وكان السامري قد قبض قبضة من تراب أثر فرس جبريل يوم قطع البحر ، فقذفه في العجل فصار له خوار ، وقيل : كان إبليس يدخل في جوف العجل فيصيح فيه فيسمع له خوار { أَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّهُ لاَ يُكَلِّمُهُمْ } ردّ عليهم ، وإبطال لمذهبهم الفاسد في عبادته { ٱتَّخَذُوهُ } أي اتخذوه إلهاً ، فحذف المفعول الثاني للعلم به ، وكذلك حذف من قوله : واتخذ قوم موسى { سُقِطَ فِيۤ أَيْدِيهِمْ } أي ندموا يقال : سقط في يد فلان إذا عجز عما يريد أو وقع فيما يكره { أَسِفاً } شديد الحزن على ما فعلوه ، وقيل : شديد الغضب كقوله : { فَلَمَّآ آسَفُونَا } [ الزخرف : 55 ] { بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي } أي قمتم مقامي ، وفاعل بئس مضمر يفسره ما واسم المذموم محذوف ، والمخاطب بذلك أما القوم الذين عبدوا العجل مع السامري حيث عبدوا غير الله في غيبة موسى عنهم ، أو رؤساء بني إسرائيل كهارون عليه السلام ، حيث لم يكفوا الذين عبدوا العجل { أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ } معناه : أعجلتم عن أمر ربكم ، وهو انتظار موسى حتى يرجع من الطور ، فإنهم لما رأوا أنّ الأمر قد تم ظنوا أن موسى عليه السلام قد مات فعبدوا العجل { وَأَلْقَى ٱلأَلْوَاحَ } طرحها لما لحقه من الدهش والضجر غضباً لله من عبادة العجل { وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ } أي شعر رأسه { يَجُرُّهُ إِلَيْهِ } لأنه ظن أنه فرَّط في كف الذين عبدوا العجل { ٱبْنَ أُمَّ } كان هارون شقيق موسى ، وإنما دعاه بأمّه ، لأنه أدعى إلى العطف والحنوّ ، وقرئ ابن أم بالكسر على الإضافة إلى ياء المتكلم ، وحذفت الياء بالفتح تشبيهاً بخمسة عشر جعَل الاسمان اسماً واحداً فبنى { وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّٰلِمِينَ } أي لا تظن أني منهم أو لا تجد عليَّ في نفسك ما تجدُ عليهم يعني أصحاب العجل { غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ } أي : غضب في الآخرة وذلة في الدنيا { وَلَماَّ سَكَتَ عَن مُّوسَى ٱلْغَضَبُ } أي سكن ، وكذلك قرأ بعضهم ، وقال الزمخشري : قوله : سكت مثل كأن الغضب كان يقول له ألق الألواح وجُرّ برأس أخيك ، ثم سكت عن ذلك { وَفِي نُسْخَتِهَا } أي فيما ينسخ منها ، والنسخة فعلة بمعنى مفعول { لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } أي يخافون ، ودخلت اللام لتقدّم المفعول كقوله : { لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ } [ يوسف : 43 ] ، وقال المبرِّد : تتعلق بمصدر تقديره رهبتهم لربهم .