Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 56-56)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱدْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً } جمع الله الخوف والطمع ليكون العبد خائفاً راجياً ، كما قال الله تعالى : { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } [ الإسراء : 57 ] فإن موجب الخوف معرفة سطوة الله وشدّة عقابه وموجب الرجاء معرفة رحمة الله وعظيم ثوابه ، قال تعالى : { نَبِّىءْ عِبَادِي } [ الحجر : 49 ] ومن عرف فضل الله رجاه ، ومن عرف عذابه خافه ، ولذلك جاء في الحديث " لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا " إلا أنه يستحب ان يكون العبد طول عمره يغلب عليه الخوف ليقوده إلى فعل الطاعات وترك السيئات وأن يغلب عليه الرجاء عند حضور الموت لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى " . واعلم أن الخوف على ثلاث درجات : الأولى : أن يكون ضعيفاً يخطر على القلب ولا يؤثر في الباطن ولا في الظاهر ، فوجود هذا كالعدم والثانية : أن يكون قوياً فيوقظ العبد من الغفلة ويحمله على الاستقامة ، والثالثة : أن يشتد حتى يبلغ إلى القنوط واليأس وهذا لا يجوز ، وخير الأمور أوسطها ، والناس في الخوف على ثلاث مقامات : فخوف العامة : من الذنوب ، وخوف الخاصة من الخاتمة ، وخوف خاصة الخاصة من السابقة ، فإن الخاتمة مبنية عليها ، والرجاء على ثلاث درجات : الأولى : رجاء رحمة الله مع التسبب فيها بفعل طاعة وترك معصية فهذا هو الرجاء المحمود والثانية : الرجاء مع التفريط والعصيان فهذا غرور ، والثالثة : أن يقوى الرجاء حتى يبلغ الأمن ، فهذا حرام ، والناس في الرجاء على ثلاث مقامات : فمقام العامة رجاء ثواب الله ، ومقام الخاصة رضوان الله ، ومقام خاصة الخاصة رجاء لقاء الله حباً فيه وشوقاً إليه { إِنَّ رَحْمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } حذفت تاء التأنيث من قريب وهو خبر عن الرحمة على تأويل الرحمة : بالرحم أو الترحم أو العفو ، أو لأن تأنيث الرحمة غير حقيقي ، أو لأنه صفة موصوف محذوف وتقديره شيء قريب ، أو على تقدير النسب أي ذات قرب ، وقيل : قريب هنا ليس خبر عن الرحمة وإنما هو ظرف لها .