Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 54-55)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } حيث وقع حمله قوم على ظاهره منهم ابن أبي زيد وغيره ، وتأوّله قوم بمعنى : قصد كقوله : ثم استوى إلى السماء ، ولو كان ذلك لقال : ثم استوى إلى العرش ، وتأوّلها الأشعرية أنّ معنى استوى استولى بالملك والقدرة ، والحق : الإيمان به من غير تكييف ، فإنّ السلامة في التسليم ، ولله در مالك بن أنس في قوله للذي سأله عن ذلك : الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والسؤال عن هذا بدعة ، وقد روي مثل قول مالك عن أبي حنيفة ، وجعفر الصادق ، والحسن : البصري ، ولم يتكلم الصحابة ولا التابعون في معنى الاستواء ، بل أمسكوا عنه ولذلك قال مالك السؤال عن هذا بدعة { يُغْشِي ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ } أي يلحق الليل بالنهار ، ويحتمل الوجهين ، هكذا قال الزمخشري ، وأصل اللفظة من الغشاء ، أي يجعل أحدهم غشاء للآخر يغطيه فتغطي ظلمة الليل ضوء النهار { يَطْلُبُهُ حَثِيثاً } أي سريعاً ، والجملة في موضع الحال من الليل أي طلب الليل النهار فيدركه { أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلأَمْرُ } قيل : الخلق المخلوقات ، والأمر مصدر أمر يأمر ، وقيل : الخلق مصدر خلق ، والأمر واحد الأمور : كقوله : إلى الله تصير الأمور ، والكل صحيح { تَبَارَكَ } من البركة ، وهو فعل غير منصرف لم تنطق له العرب بمضارع { تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } مصدر في موضع الحال وكذلك خوفاً وطمعاً ، وخفية من الإخفاء ، وقرئ خيفة من الخوف { ٱلْمُعْتَدِينَ } المجاوزين للحد ، وقيل هنا هو رفع الصوت بالدعاء والتشطط فيه .