Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 5-10)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَٱصْبِرْ } هذا متصل بما قبله من العذاب وغيره ، أي : اصبر على أقوال الكافرين حتى يأتيهم العذاب ، ولذلك وصفه بالقرب مبالغة في تسلية النبي صلى الله عليه وسلم { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً } يحتمل أن يعود الضمير على العذاب ، أو على اليوم الذي مقداره خمسين ألف سنة ، والبعيد يحتمل أن يراد به بعد الزمان أو بعد الإمكان ، وكذلك القرب يحتمل أن يراد به قرب الزمان لأن كل آت قريب ، ولأن الساعة قد قربت ، وقرب الإمكان لقدرة الله عليه { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } يوم هنا بدل من ؛ يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، أو بدل من الضمير المنصوب في ( نراه ) أو منصوب بقوله : قريباً ، أو بقوله : { يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ } [ المعارج : 11 ] ، أو بفعل مضمر تقديره : أذكر . والمهل : هو دُردي الزيت شبه السماء به في سوادها وانكدار أنوارها يوم القيامة ، وقيل : هو ما أذيب من الفضة ونحوها ، شبَّه السماء به في تلوُّنه { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } العِهن هو الصوف ، شبّه الجبال به في انتفاشه وتخلخل أجزائه وقيل : هو الصوف المصبوغ ألواناً فيكون التشبيه في الانتفاش ، وفي اختلاف الألوان ، لأن الجبال منها بيض وسود وحمر { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } الحميم هنا الصديق والمعنى لا يسأل أحد من حميمه نصرة ولا إعانة ؛ لعلمه أنه لا يقدر له على شيء ، وقيل : لا يسأله عن حاله لأن كل أحد مشغول بنفسه .