Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 70, Ayat: 11-18)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يُبَصَّرُونَهُمْ } يقال : بصر الرجل بالرجل إذا رآه ، وبصَّرته إياه بالتشديد إذا أريته إياه ، والضميران يعودان على الحميمين لأنهما في معنى الجمع ، والمعنى أن كل حميم يبصر حميمه يوم القيامة فيراه ولكنه لا يسأله { وَصَاحِبَتِهِ } يعني امرأته { وَفَصِيلَتِهِ } يعني القرابة الأقربين { تُؤْوِيهِ } أي تضمه ، فيحتمل أن يريد تضمه في الانتماء إليها أو في نصرته وحفظه من المضرات { ثُمَّ يُنجِيهِ } الفاعل الافتداء الذي يقتضيه لو يفتدي ، وهذا الفعل معطوف على { لَوْ يَفْتَدِي } وإنما عطفه بثم إشعاراً ببعد النجاة وامتناعها ، ولذلك زجره عن ذلك بقوله { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ } الضمير للنار لأن العذاب يدل عليها ، ويحتمل أن يكون ضمير القصة وفسره بالخبر ولظي علم لجهنم مشتق من اللظى بمعنى اللهب { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } الشوى أطراف الجسد ، وقيل : جلد الرأس ، فالمعنى أن النار تنزعها ثم تعود ، ونزاعة بالرفع بدل من لظى ، أو خبر ابتداء مضمر ، أو خبر لإنها إن جعلنا لظى منصوباً على التخصيص ، أو بدل من الضمير ، أو خبر ثان لإنها إن جعلنا لظى خبر لها ، ونزاعةً بالنصب حال { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } يعني الكفار الذين تولوا عن الإسلام ، ودعاؤها لهم عبارة عن أخذها لهم ، وقال ابن عباس : تدعوهم حقيقة بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وقيل : معناه تهلك ، حكاه الخليل عن العرب { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ } يقال : أوعيت المال وغيره إذا جمعته في وعاء ، فالمعنى جمع المال وجعله في وعاء ، وهذه إشارة إلى قوم من أغنياء الكفار جمعوا المال من غير حله ومنعوه من حقه .