Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 72, Ayat: 14-17)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمِنَّا ٱلْقَاسِطُونَ } يعني الظالمين ، يقال قسط الرجل إذا جار ، وأقسط بالألف إذا عدل . هاهنا انتهى ما حكاه الله من كلام الجن ، وأما قوله : { فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَـٰئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً } يحتمل أن يكون من بقية كلامهم . أو يكون ابتداء كلام الله تعالى وهو الذي اختاره ابن عطية ، وأما قوله : { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ } فهو من كلام الله باتفاق وليس من كلامهم . { تَحَرَّوْاْ } أي قصدوا الرشد { وَأَلَّوِ ٱسْتَقَامُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً } الماء الغدق الكثير وذلك استعارة في توسيع الرزق ، والطريقة هي طريقة الإسلام وطاعة الله ، فالمعنى لو استقاموا على ذلك لوسع الله أرزاقهم فهو كقوله : { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ آمَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } [ الأعراف : 96 ] وقيل : هي طريقة الكفر ، والمعنى على هذا : لو استقاموا على الكفر لوسع الله عليهم في الدنيا أملاكهم استدراجاً ، ويؤيد هذا قوله : { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } والأول أظهر ، والضمير في { ٱسْتَقَامُواْ } يحتمل أن يكون للمسلمين أو القاسطين المذكورين ، أو لجميع الجن أو للجن الذين سمعوا النبي صلى الله عليه وسلم أو لجميع الخلق { لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } إن كانت الطريقة الإيمان والطاعة ، فمعنى الفتنة الاختبار هل يسلمون أم لا ؟ وإن كانت الطريقة الكفر فمعنى الفتنة الإضلال والاستدراج { يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً } معنى نسلكه ندخله والصعد الشديد المشقة ، وهو مصدر صعد يصعد ، ووصف بالمصدر للمبالغة يقال : فلان في صعد أي في مشقة . وقيل : صعداً جبل في النار .