Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 72, Ayat: 25-28)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ } إن هنا نافية . والمعنى قل : لا أدري أقريب ما توعدون أم بعيد وعبر عن بُعده بقوله : أم يجعل له ربي أمداً ويعني بما توعدون قتلهم يوم بدر ، أو يوم القيامة . { فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ } أي لا يطلع أحداً على علم الغيب { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ } ، وهم الرسل فإنه يطلعهم على ما شاء من ذلك . ومن في قوله : { مِن رَّسُولٍ } لبيان الجنس لا للتبعيض ، والرسل هنا يحتمل أن يراد بها الرسل من الملائكة ، وعلى هذا حملها ابن عطية ، أو الرسل من بني آدم ، وعلى هذا حملها الزمخشري . واستدل بها على نفي كرامات الأولياء الذين يدعون المكاشفات ، فإن الله خص الاطلاع على الغيب بالرسل دون غيرهم . وفيها أيضاً دليل على إبطال الكهانة والتنجيم وسائر الوجوه التي يدعي أهلها الاطلاع على الغيب ؛ لأنهم ليسوا من الرسل { فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } المعنى أن الله يسلك من بين يدي الرسل ومن خلفه ملائكة يكونون رصداً يحفظونه من الشياطين ، وقد ذكرنا رصداً في هذه السورة ، قال بعضهم : ما بعث الله رسولاً إلا ومعه ملائكة يحرسونه حتى يبلغ رسالة ربه { لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُواْ رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ } في الفاعل بيعلم ثلاثة أقوال : الأول أي ليعلم الله أن الرسل قد بلغوا رسالات ربهم ، أي يعلمه موجوداً وقد كان علم ذلك قبل كونه . الثاني ليعلم محمد أن الملائكة الرصد أبلغوا رسالات ربهم . الثالث ليعلم من كفر أن الرسل قد بلغوا الرسالة . والأول أظهر ، وجَمَعَ الضمير في أبلغوا في ربهم حملاً على المعنى ، لأن من ارتضى من رسول يراد به جماعة { وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ } أي أحاط الله بما عند الرسل من العلوم والشرائع ، وهذه الجملة معطوفة على قوله : ليعلم ، لأن معناه أنه قد علم ، قال ذلك ابن عطية ، ويحتمل أن تكون هذه الجملة في موضع الحال { وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً } هذا عموم في جميع الأشياء ، وعدداً منصوب على الحال أو تمييز أو مصدر من معنى أحصى .