Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 73, Ayat: 1-1)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ } نداء للنبي صلى الله عليه وسلم ، ووزن المزمل متفعل فأصله متزمل . ثم سكنت التاء وأدغمت في الزاي . وفي تسمية النبي صلى الله عليه وسلم بالمزمل ثلاثة أقوال ؛ أحدها أنه كان في وقت نزول الآية متزملاً في كساء أو لحاف ، والتزمل الالتفاف في الثياب بضم وتشمير ، هذا قول عائشة والجمهور ، والثاني أنه كان قد تزمل في ثيابه للصلاة ، الثالث أن معناه المتزمل للنبوّة أي المتشمر ، المجدّ في أمرها ، والأول هو الصحيح لما ورد في البخاري ومسلم " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه الملك وهو في غار حراء في ابتداء الوحي رجع صلى الله عليه وسلم إلى خديجة ترعد فرائصه فقال : زملوني زملوني ، فنزلت يا أيها المدثر " ، وعلى هذا نزلت يا أيها المزمل فالمزمل على هذا تزمله من أجل الرعب الذي أصابه أول ما جاءه جبريل . وقال الزمخشري : كان نائماً في قطيفة فنودي : يا أيها المزمل ، ليبين الله الحالة التي كان عليها من التزمل في القطيفة ، لأنه سبب للنوم الثقيل المانع من قيام الليل . وهذا القول بعيد غير سديد . وقال السهيلي : في ندائه بالمزمل فائدتان : إحداهما الملاطفة فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب نادوه باسم مشتق من حالته التي هو عليها ، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي : قم أبا تراب ، والفائدة الثانية : التنبيه لكل متزمل راقد بالليل ليتنبه إلى ذكر الله ، لأن الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه المخاطب وكل من اتصف بتلك الصفة .