Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 18-24)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } أي فكر فيما يقول ، وقدر في نفسه ما يقول في القرآن أي : هيّأ كلامه ، روي أن الوليد سمع القرآن فأعجبه وكاد يسلم ، ودخل إلى أبي بكر الصديق فعاتبه أبو جهل ، وقال له : إن قريشاً قد أبغضتك لمقاربتك أمر محمد ، وما يخلصك عندهم إلا أن تقول في كلام محمد قولاً يرضيهم ، فافتتن وقال : أفعل ذلك ، ثم فكر فيما يقول في القرآن فقال : أقول شعر ؟ ما هو شعر ، أقول كهانة ما هو بكهانة ، أقول إنه سحر وإنه قول البشر ليس منزلاً من عند الله { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } دعاء عليه وذم ، وكرره تأكيداً لذمه وتقبيح حاله ، قال ابن عطية : ويحتمل أن يكون مقتضاه استحسان منزعه الأول حين أعجبه القرآن ، فيكون قوله : قتل ، لا يراد به الدعاء عليه ، وإنما هو كقولهم : قاتل الله فلاناً ما أشجعه ، يريدون التعجب من حاله واستعظام وصفه ، وقاله الزمخشري : يحتمل أن يكون ثناء عليه على طريقة الاستهزاء أو حكاية لقول قريش تهكماً بهم { ثُمَّ نَظَرَ } أي نظر في قوله { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } البسور هو تقطيب الوجه هو أشد من العبوس ، وفعل ذلك من حسده للنبي صلى الله عليه وسلم أي عبس في وجهه عليه الصلاة والسلام ، أو عبس لما ضاقت عليه الحيل ولم يدر ما يقول { ثُمَّ أَدْبَرَ } أي أعرض عن الإسلام { سِحْرٌ يُؤْثَرُ } أي ينقل عمن تقدم .