Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 11-17)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } هذا وعيد وتهديد ، ونزلت الآية في الوليد بن المغيرة باتفاق ، وفي معنى { وَحِيداً } ثلاثة أقوال : أحدها : روي أنه كان يلقب الوحيد ، أي لا نظير له في ماله وشرفه ، وكونه وحيداً نعمة عددها الله عليه ، الثاني : أن معناه خلقته منفرداً ذليلاً ، الثالث : أن معناه خلقته وحدي ، فوحيداً على هذا من صفة الله تعالى ، وإعرابه على هذا حال من الضمير الفاعل في قوله : خلقت ، وهو على القولين الأولين حال من الضمير المفعول { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي كثيراً ، واختلف في مقداره فقيل : ألف دينار ، وقيل عشرة آلاف دينار ، وقيل : يعني الأرض لأنها مدت { وَبَنِينَ شُهُوداً } أي حضوراً ، ورُوي أنه كان له عشرة من الأولاد ، وقيل : ثلاث عشرة لا يفارقونه . وأسلم منهم ثلاثة وهم : خالد وهشام وعمار { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أي بسطت له في الدنيا بالمال والقوة وطيب العيش { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } أي يطمع في الزيادة على ما أعطاه الله ، وهذا غاية الحرص { كَلاَّ } زجر عما طمع فيه من الزيادة { عَنِيداً } أي معانداً مخالفاً ، والآيات هنا يراد بها القرآن لأن الوليد قال فيه : إنه سحر ، ويحتمل أن يريد الدلائل { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } الصعود العقبة الصعبة ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها عقبة في جهنم ، كلما صعدها الإنسان ذاب ثم يعود ، فالمعنى سأشق عليه بتكليفه الصعود فيها .