Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 74, Ayat: 31-31)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلاَئِكَةً } سبب الآية أنه لما نزل { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [ المدثر : 30 ] قال أبو جهل : أيعجز عشرة منكم عن واحد من هؤلاء التسعة عشرة أن يبطشوا به ، فنزلت الآية ومعناها أنهم ملائكة لا طاقة لكم بهم ، ورُوي أن الواحد منهم يرمي بالجبل على الكفار { وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي جعلناهم هذا العدد ليفتتن الكفار بذلك ويطمعوا أن يغلبوهم ويقولون ما قالوا { لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أن ما قاله محمد صلى الله عليه وسلم حق ، فإن قيل : كيف نفى عنهم الشك بعد أن وصفهم باليقين والمعنى واحد ، وهو تكرار ؟ فالجواب : أنه لما وصفهم باليقين نفى عنهم أن يشكوا فيما يستقبل بعد يقينهم الحاصل الآن ، فكأنه وصفهم باليقين في الحال والاستقبال ، وقال الزمخشري : ذلك مبالغة وتأكيد { وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } المرض عبارة عن الشك ، وأكثر ما يطلق الذين في قلوبهم مرض على المنافقين . فإن قيل : هذه السورة مكية ولم يكن حينئذ منافقون وإنما حدث المنافقون بالمدينة ، فالجواب من وجهين ؛ أحدهما أن معناه يقول المنافقون إذا حدثوا ، ففيه إخبار بالغيب ، والآخر أن يريد من كان بمكة من أهل الشك . وقولهم : ماذا أراد الله بهذا مثلاً : استبعاد لأن يكون هذا من عند الله { وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ } يحتمل القصد بهذا وجهين ؛ أحدهما وصف جنود الله بالكثرة أي : هم من كثرتهم لا يعلمهم إلا الله ، والآخر رفع اعتراض الكفار على التسعة عشر أي لا يعلم أعداد جنود الله إلا هو ؛ لأن منهم عدداً قليلاً ومنهم عدداً كثيراً حسبما أراد الله { وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ } الضمير لجهنم أو للآيات المتقدمة .