Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 74, Ayat: 34-48)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَلاَّ } ردع للكفار عن كفرهم ، وقال الزمخشري : هي إنكار لأن تكون لهم ذكرى { إِذْ أَدْبَرَ } أي ولى وقرئ دَبَر بغير ألف والمعنى واحد . وقيل : معناه دبر الليل والنهار أي جاء في دبره { وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } أي أضاء ، ومنه الإسفار بصلاة الصبح { إِنَّهَا لإِحْدَى ٱلْكُبَرِ } الضمير لجهنم ، أو للآيات والنذارة أي هي من الأمور العظام ، والكبر جمع كبرى وقال ابن عطية : جمع كبيرة والأول هو الصحيح { نَذِيراً لِّلْبَشَرِ } تمييز أو حال من إحدى الكبر وقيل : النذير هنا الله ، فالعامل فيه على هذا محذوف . وهذا ضعيف ، وقيل : هو حال من هذه السورة أي قم فأنذر نذيراً وهذا بعيد ، قال الزمخشري : هو من بدع التفاسير { لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } التقديم عبارة عن تقديم سلوك طريق الهدى والتأخر ضده ، ولمن شاء بدل من البشر أي هم متمكنون من التقدم والتأخر ، وقيل : معناه الوعيد كقوله : { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } [ الكهف : 29 ] وعلى هذا أعرب الزمخشري أن يتقدم مبتدأ ولمن شاء خبره والأول أظهر { رَهِينَةٌ } قال ابن عطية : الهاء في رهينة للمبالغة أو على تأنيث النفس . وقال الزمخشري : ليست بتأنيث رهين لأن فعيلاً بمعنى مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث ، وإنما هي بمعنى الرهن ، أي كل نفس رهن عند الله بعملها { إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ } أي أهل السعادة فإنهم فكوا رقابهم بأعمالهم الصالحة ، كما فكَّ الراهن رهنه بأداء الحق وقال عليّ بن أبي طالب : أصحاب اليمين هم الأطفال لأنهم لا أعمال لهم يرتهنون بها ، وقال ابن عباس : هم الملائكة { يَتَسَآءَلُونَ * عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ } أي يسأل بعضهم بعضاً عن حال المجرمين الذين في النار { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ } أي ما أدخلكم النار ، وهذا خطاب للمجرمين ، يحتمل أن خاطبهم به المسلمون أو الملائكة فأجابوهم بقولهم : { لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } وما بعده ، أي هذا الذي أوجب دخولهم النار ، وإنما أخر التكذيب بيوم الدين تعظيماً له لأنه أعظم جرائمهم { نَخُوضُ } الخوض هو كثرة الكلام بما لا ينبغي من الباطل وشبهه { حَتَّىٰ أَتَانَا ٱلْيَقِينُ } هو الموت عند المفسرين وقال ابن عطية : إنما اليقين الذي أرادوا ما كانوا يكذبون في الدنيا ، فيتيقنونه بعد الموت { فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ ٱلشَّافِعِينَ } إنما ذلك لأنهم كفار ، وأجمع العلماء أنه لا يشفع أحد في الكفار ، وجمع الشافعين دليل على كثرتهم كما ورد في الآثار ، تشفع الملائكة والأنبياء والعلماء والشهداء والصالحين .