Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 20-25)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ } مفعول رأيت محذوف ليكون الكلام على الاطلاق في كل ما يرى فيها ، وثم ظرف مكان ، وقال الفراء : تقديره إذا رأيت ما ثم فما مفعوله ثم حذفت ، قال الزمخشري : وهذا خطاب لأن ثمَّ صلة لما ، ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة { وَمُلْكاً كَبِيراً } يعني كثرة ما أعطاهم الله ، حتى إن أدنى أهل الجنة منزلة له مثل الدنيا وعشرة أمثاله معه ، حسبما ورد في الحديث وقيل : أراد أن الملائكة تسلم عليهم ، وتستأذن عليهم ، فهم بذلك كالملوك { عَالِيَهُمْ } بسكون الياء مبتدأ خبره { ثِيَابُ سُندُسٍ } أي ما يعلوهم من الثياب ثيابُ سندس ، وقُرئ عالِيَهم بالنصب على الحال ، من الضمير في يطوف عليهم أو في حسبتهم . وقال ابن عطية : العامل فيه لقَّاهم أو جزاهم ، وقال أيضاً يجوز أن ينتصب على الظرق لأن معناه فوقاهم ، وقد ذكرنا معنى السندس والإستبرق وقرئ { خُضْرٌ } بالخفض صفة لسندس وبالرفع صفة لثياب { وَإِسْتَبْرَقٌ } بالرفع عطف على ثياب ، وبالخفض عطف على سندس { وَحُلُّوۤاْ } وزنه فعلوا معناه جعل لهم حلي { أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ } ذكرنا الأساور في الكهف ، فإن قيل : كيف قال هنا أساور من فضة ، وفي موضع أساور من ذهب ؟ فالجواب : أن ذلك يختلف باختلاف درجات أهل الجنة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما " فلعل الذهب للمقربين ، والفضة لأهل اليمين ، ويحتمل أن يكون أهل الجنة لهم أساور من فضة ومن ذهب معاً { شَرَاباً طَهُوراً } أي ليس بنجس كخمر الدنيا . وقيل معناه : أنه لم تعصره الأقدام ، وقيل معناه لا يصير بولاً { إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَآءً } أي يقال لهم هذا يقوله الله تعالى والملائكة { ءَاثِماً أَوْ كَفُوراً } أو هنا للتنويع ، فالمعنى لا تطع النوعين ، فاعلاً للإثم ولا كفوراً ، وقيل : هي بمعنى الواو أي جامعاً للوصفين لأن هذه في حالة الكفار ، ورُوي أنه الآية نزلت في أبي جهل ، وقيل : أن الآثم عتبة بن ربيعة ، والكفور الوليد بن المغيرة ، والأحسن أنها على العموم ، لأن لفظها عام ، وإن كان سبب نزولها خاصاً { بُكْرَةً وَأَصِيلاً } هذا أمر بذكر الله في كل وقت ، وقيل : إشارة إلى الصلوات الخمس ، فالبكرة صلاة الصبح ، والأصيل الظهر والعصر ، ومن الليل المغرب والعشاء .