Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 76, Ayat: 15-19)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بِآنِيَةٍ } هي جمع إناء ووزنها أفعلة وقد ذكرنا الأكواب في الواقعة { قَوَارِيرَاْ } القوارير هي الزجاج ، فإن قيل : كيف يتفق أنها زجاج مع قوله من فضة ؟ فالجواب : أن المراد أنها في أصلها من فضة وهي تشبه الزجاج في صفائها وشفيفها ، وقيل : هي من زجاج ، وجعلها من فضة على وجه التشبيه لشرف الفضة وبياضها ، ومن قرأ قواريرَ بغير تنوين فهو على الأصل ومن نوّنه فعلى ما ذكرنا في سلاسل { قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً } هذه صفة للقوارير والمعنى قدّروها على قدر الأكف أو على قدر ما يحتاجون من الشراب ، قال مجاهد : هي لا تغيض ولا تفيض ، وقيل : قدروها على حسب ما يشتهون ، والضمير الفاعل في قدّروها يحتمل أن يكون للشاربين بها أو للطائفين بها { مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً } هو كما ذكرنا في مزاجها كافوراً { سَلْسَبِيلاً } معناه سلسل منقاد الجرية ، وقيل : سهل الانحدار في الحلق ، يقال : شراب سلسل وسلسال وسلسبيل بمعنى واحد . وزيدت الباء في التركيب للمبالغة في سلاسته ، فصارت الكلمة خماسية ، وقيل : سل فعل أمر سبيلاً مفعول به وهذا في غاية الضعف { وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } ذكر في الواقعة { لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً } شبههم باللؤلؤ في الحسن والبياض ، وبالمنثور منه في كثرتهم وانتشارهم في القصور .