Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 78, Ayat: 4-17)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ } ردع وتهديد ثم كرره للتأكيد { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَاداً } أي فراشاً ، وإنما ذكر الله تعالى هنا هذه المخلوقات على جهة التوقيف ليقيم الحجة على الكفار فيما أنكروه من البعث كأنه يقول : إن الإلٰه الذي قدر على خلقة هذه المخلوقات العظام قادر على إحياء الناس بعد موتهم ، ويحتمل أنه ذكرها حجة على التوحيد ؛ لأن الذي خلق هذه المخلوقات هو الإلٰه وحده لا شريك له { وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً } شبهها بالأوتاد لأنها تمسك الأرض أن تميد { وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً } أي من زوجين ذكراً وأنثى ، وقيل : معناه أنواعاً في ألوانكم وصوركم وألسنتكم { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } أي راحة لكم ، وقيل : معناه قطعاً للأعمال والتصرف . والسبت : القطع . وقيل : معناه موتاً ؛ لأن النوم هو الموت الأصغر ، ومنه قوله تعالى : { ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلأَنفُسَ حِينَ مَوْتِـهَا وَٱلَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِـهَا } [ الزمر : 42 ] { وَجَعَلْنَا ٱلَّيلَ لِبَاساً } شبهه بالثياب التي تلبس لأنه ستر عن العيون { وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشاً } أي تطلب فيه المعيشة ، فهو على حذف مضاف تقديره ذا معاش ، وقال الزمخشري : معناه يعاش فيه فجعله بمعنى الحياة في مقابلة السبات ، الذي بمعنى الموت { وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً } يعني السمٰوات { وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } يعني الشمس . الوهّاج الوقاد الشديد الإضاءة ، وقيل : الحار الذي يضطرم من شدة لهبه { وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً } يعني : المطر . المعصرات : هي السحاب وهو مأخوذ من العصر ؛ لأن السحاب ينعصر فينزل منه الماء أو من العصرة ؛ بمعنى الإغاثة . ومنه : وفيه يعصرون ، وقيل : هي السمٰوات وقيل : الرياح والثجَّاج السريع الاندفاع { لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً } الحب هو القمح والشعير وسائر الحبوب والنبات هو العشب { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً } أي ملتفة وهو جمع لف بضم اللام ، وقيل : بالكسر وقيل : لا واحد له { كَانَ مِيقَاتاً } أي في وقت معلوم .