Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 78, Ayat: 18-30)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } يعني نفخة القيام من القبور { فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } أي جماعات { فَكَانَتْ أَبْوَاباً } أي تنفخ فتكون فيها شقاق كالأبواب { وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ } أي حملت { فَكَانَتْ سَرَاباً } عبارة عن تلاشيها وفنائها ، والسراب في اللغة : ما ظهر على البعد أنه ماء ، وليس ذلك المراد هنا وإنما هو تشبيه في أنه لا شيء { مِرْصَاداً } أي موضع المرصاد والرصد هو الارتقاب والانتظار ، أي تنتظر الكفار ليدخلوها ، وقيل : معناه طريقاً للمؤمنين يمرون عليه إلى الجنة لأن الصراط منصوب على جهنم { مَآباً } أي مرجعاً { لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } جمع حقبة أو حقب وهي المدة الطويلة من الدهر غير محدود ، وقيل : إنها محدودة ثم اختلف في مقدارها ، فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ثمانون ألف سنة ، وقال ابن عباس : ثلاثون سنة وقيل ثلثمائة سنة ، وعلى القول بالتحديد فالمعنى أنهم يبقون فيها أحقاباً ، كلما انقضى حقب جاء إلى آخر إلى غير نهاية وقيل : إنه كان يقتضي أن مدة العذاب تنقضي ، ثم نسخ بقوله : " فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً " وهذا خطاب لأن الأخبار لا تنسخ ، وقيل : هي في عُصاة المؤمنين الذين يخرجون من النار ، وهذا خطأ لأنها في الكفار لقوله : { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } ، وقيل : معناه أنهم يبقون أحياناً لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً ، ثم يبدل لهم نوع آخر من العذاب { لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً وَلاَ شَرَاباً } أي لا يذوقون برودة تخفف عنهم حر النار . وقيل : لا يذوقون ماء بارداً وقيل : البرد هنا النوم والأول أظهر { إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً } استثناء من الشراب وهو متصل ، والحميم : الماء الحار . والغساق : صديد أهل النار ، وقد ذكر في سورة داود [ ص : 57 ] { جَزَآءً وِفَاقاً } أي موافقاً أعمالهم لأن أعمالهم كفر وجزاؤهم النار ، ووفاقاً مصدر وصف به أو هو على حذف مضاف تقديره ذو وفاق { إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ حِسَاباً } هذا مثل ( لا يرجون لقاءنا ) وقد ذكر { كِذَّاباً } بالتشديد مصدر بمعنى تكذيب وبالتخفيف بمعنى الكذب أو المكاذبة ، وهي تكذيب بعضهم لبعض { فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما نزل في أهل النار من هذه الآية " .