Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 79, Ayat: 10-12)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ * أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } هذا حكاية قول الكفار في الدنيا ، ومعناه على الجملة إنكار البعث ، فالهمزة في قوله " أئنا لمردودون " للإنكار . ولذلك اتفق العلماء على قراءته بالهمزتين ، إلا أن منهم من سهَّل الثانية ومنهم من خففها . واختلفوا في إذا كنا عظاماً نخرة فمنهم من قرأه بهمزة واحدة لأنه ليس بموضع استفهام ولا إنكار ، ومنهم من قرأه بهمزتين تأكيداً للإنكار المتقدم ، ثم اختلفوا في معنى الحافرة على ثلاثة أقوال : أحدها أنها الحالة الأولى . يقال : رجع فلان في حافرته إذا رجع إلى حالته الأولى . فالمعنى أننا لمردودون إلى الحياة بعد الموت . والآخر أن الحافرة الأرض بمعنى محفورة فالمعنى أننا لمردودون إلى وجه الأرض بعد الدفن في القبور . والثالث أن الحافرة النار والعظام النخرة البالية المتعفنة ، وقرئ ناخرة بألف وبحذف الألف وهما بمعنى واحد ؛ إلا أن حذف الألف أبلغ لأن فَعَلَ أبلغُ من فَاعَل وقيل : معناه العظام المجوفة التي تمر بها الريح فيسمع لها نخير ، والعامل في " إذا كنا " محذوف تقديره إذا كنا عظاماً نبعث ، ويحتمل أن يكون العامل فيه : مردودون في الحافرة ، ولكن إنما يجوز ذلك على قراءة إذا كنا بهمزة واحدة على الخبر ، ولا يجوز على قراءته بهمزتين . لأن همزة الاستفهام لا يعمل ما قبلها فيما بعدها { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } الكرة الرجعة والخاسرة منسوبة إلى الخسران كقوله : عيشة راضية ، أي ذات رضى أو معنى خاسر أصحابها ومعنى هذا الكلام أنهم قالوا : إن كان البعث حقاً فكرَّتنا خاسرة ، لأنا ندخل النار .