Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 79, Ayat: 1-5)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلف في معنى النازعات والناشطات والسابقات والسابحات والمدبرات ، فقيل : إنها الملائكة وقيل : النجوم ، فعلى القول بأنها الملائكة سماهم نازعات ؛ لأنهم ينزعون نفوس بني آدم من أجسادها ، وناشطات لأنهم ينشطونها أي يخرجونها فهو من قولك : نشطت الدلو من البئر : إذا أخرجتها وسابحات لأنهم يسبحون في سيرهم ، أي يسرعون فيسبقون فيدبرون أمور العباد والرياح والمطر وغير ذلك حسبما يأمرهم الله . وعلى القول بأنها النجوم سماها نازعات لأنها تنزع من المشرق إلى المغرب ، وناشطات لأنها تنشط من برج إلى برج ، وسابحات لأنها تسبح في الفلك ومنه : { وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } [ يس : 40 ] فتسبق في جريها فتدبر أمراً من علم الحساب ، وقال ابن عطية : لا أعلم خلافاً أن المدبرات أمراً الملائكة ، وحكى الزمخشري فيها ما ذكرنا . وقد قيل في النازعات والناشطات أنها النفوس ، تنزع من معنى النزع بالموت ، فتنشط من الأجساد ، وقيل : في السابحات والسابقات أنها الخيل وأنها السفن { غَرْقاً } إن قلنا النازعات الملائكة ففي معنى غرقاً وجهان : أحدهما : أنها من الغرق أي تغرق الكفار في جهنم ، والآخر : أنه من الإغراق في الأمر ، بمعنى المبالغة فيه ، أي تبالغ في نزعها فتقطع الفلك كله ، وإن قلنا إنها النفوس ، فهو أيضاً من الإغراق أي تغرق في الخروج من الجسد ، والإعراب غرقاً مصدر في موضع الحال ، ونشطاً وسبحاً وسبقاً مصادر ، وأمراً مفعول به ، وجواب القسم محذوف ، وهو بعث الموتى بدلالة ما بعده عليه من ذكر القيامة ، وقيل : الجواب : " يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة " على تقدير حذف لام التأكيد ، وقيل : هو : " إن في ذلك لعبرة لمن يخشى " وهذا بعيد لبعده عن القسم ، ولأنه إشارة إلى قصة فرعون لا لمعنى القسم .