Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 11-11)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِذْ يُغَشِّيكُمُ ٱلنُّعَاسَ } إذ بدل من إذ يعدكم أو منصوب بالنصر ، أو بما عند الله من معنى النصر ، أو بإضمار فعل تقديره : اذكر ، ومن قرأ يغشيكم بضم الياء والتخفيف فهو من أغشى ، ومن قرأ بالضم والتشديد فهو من غشّى المشدد ، وكلاهما يتعدى إلى مفعولين فنصب النعاس على أنه المفعول والثاني ، والمعنى يغطيكم به فهو استعارة ، من الغشاء ، ومن قرأ بفتح الياء والشين فهو من غشى المتعدى إلى واحد أي ينزل عليكم النعاس { أَمَنَةً مِّنْهُ } أي أمناً ، والضمير المجرور يعود على الله تعالى ، وانتصاب أمنةً على أنه مفعول من أجله . قال ابن مسعود : النعاس عند حضور القتال علامة أمن من العدو { وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن ٱلسَّمَآءِ مَآءً } تعديدٌ لنعمة أخرى ؛ وذلك أنهم عدموا الماء في غزوة بدر قبل وصولهم إلى بدر ، وقيل : بعد وصولهم ، فأنزل الله لهم المطر حتى سالت الأودية { لِّيُطَهِّرَكُمْ بِهِ } كان منهم من أصابته جنابة فتطهر بماء المطر ، وتوضأ به سائرهم ، وكانوا قبله ليس عندهم ماء للطهر ولا للوضوء { وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ ٱلشَّيْطَٰنِ } كان الشيطان قد ألقى في نفوس بعضهم وسوسة بسبب عدم الماء ، فقالوا : نحن أولياء الله وفينا رسوله فكيف نبقى بلا ماء ؟ فأنزل الله المطر ، وأزال عنهم وسوسة الشيطان { وَلِيَرْبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِكُمْ } أي يثبتها بزوال ما وسوس لها الشيطان وبتنشيطها وإزالة الكسل عنها { وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلأَقْدَامَ } الضمير في به عائد على الماء ، وذلك أنهم كانوا في رملة دعصة لا يثبت فيها قدم ، فلما نزل المطر تلبدت وتدقت الطريق ، وسهل المشي عليها والوقوف ، وروي أن ذلك المطر بعينه صعّب الطريق على المشركين فتبين أن ذلك من لطف الله .