Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 80, Ayat: 11-16)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كَلاَّ } ردع عن معاودة ما وقع العتاب فيه { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } فيه وجهان ، أحدهما : أن هذا الكلام المتقدّم تذكرة أو موعظة للنبي صلى الله عليه وسلم ، والآخر أن القرآن تذكرة لجميع الناس ، فلا ينبغي أن يُوثر فيه أحد على أحد ، وهذا أرجح لأنه يناسبه : { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } ، وما بعده ، وأنّث الضمير في قوله : { إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ } على معنى القصة أو الموعظة أو السورة أو القراءة ، وذكَّرها في قوله : { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } على معنى الوعظ أو الذكرى والقرآن { فَي صُحُفٍ } صفة لتذكرة أي ثابتة في صحف ، وهي الصحف المنسوخة من اللوح المحفوظ وقيل : هي مصاحف المسلمين { مَّرْفُوعَةٍ } إن كانت الصحف المصاحف فمعناه مرفوعة المقدار ، وإن كان صحف الملائكة فمعناه كذلك ، أو مرفوعة في السماء ومطهرة أي منزهة عن أيدي الشياطين { بِأَيْدِي سَفَرَةٍ } هي الملائكة ، والسفرة جمع سافر وهو الكاتب ؛ لأنهم يكتبون القرآن ، وقيل : لأنهم سفراء بين الله وبين عبيده ، وقيل : يعني القرَّاء من الناس . والأول أرجح . وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة " أي أنه يعمل مثل عملهم في كتابة القرآن وتلاوته ، أو له من الأجر على القرآن مثل أجورهم .