Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 84, Ayat: 1-4)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } اختلف في هذا الانشقاق هل هو تشققها بالغمام ؛ أو انفتاحها أبواباً ، وجواب إذا محذوف ليكون أبلغ في التهويل ، إذ يقدّر السامع أقصى ما يتصوره ، وحذف للعلم به ، اكتفاءً بما في سورة التكوير والانفطار من الجواب . وقيل : الجواب ما دل عليه ، فملاقيه : أي إذا السماء انشقت لقي الإنسان ربه ، وقيل : الجواب أذنت على زيادة الواو وهذا ضعيف { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } معنى أذنت في اللغة : استمعت ، وهو عبارة عن طاعتها لربها ، وأنها انقادت لله حين أراد انشقاقها ، وكذلك طاعة الأرض لما أراد مدّها وإلقاء ما فيها { وَحُقَّتْ } أي حق لها أن تسمع وتطيع لربها ، أو حق لها أن تنشق من أهوال القيامة ، وهذه الكلمة من قولهم : هو حقيق بكذا ، أو محقوق به . أي : عليه أن يفعله ، فالمعنى : يحق على السماء أن تسمع وتطيع لربها ، أو يحق عليها أن تتشقق ، ويحتمل أن يكون أصله حققت بفتح الحاء وضم القاف على معنى التعجب ، ثم أدغمت القاف في القاف التي بعدها ونقلت حركتها إلى الحاء { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } أي زال ما عليها من الجبال حتى صارت مستوية { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } أي ألقت ما في جوفها من الموتى للحشر ، وقيل : ألقت ما فيها من الكنوز . وهذا ضعيف ؛ لأن ذلك يكون وقت خروج الدجال قبل القيامة ، والمقصود ذكر يوم القيامة ، وتخلت : أي بقيت خالية مما كان فيها .