Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 84, Ayat: 6-9)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَانُ } خطاب للجنس { إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ } الكدح في اللغة هو : الجد والاجتهاد والسرعة ، فالمعنى أنك في غاية الاجتهاد في السير إلى ربك ، لأن الزمان يطير ، وأنت في كل لحظة تقطع حظاً من عمرك القصير ، فكأنك سائر مسرع إلى الموت ، ثم تلاقي ربك ، وقيل : المعنى إنك ذو جِد فيما تعمل من خير أو شر ، ثم تلقى ربك فيجازيك به والأول أظهر ، لأن كادح تعدى بإلى لما تضمن معنى السير ، ولو كان بمعنى العمل لقال : لربك { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } ذكر في الحاقة { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } يحتمل أن يكون اليسير بمعنى قليل ، أو بمعنى هيّن سهل ، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من نوقش الحساب عذّب . فقالت عائشة : ألم يقل الله فسوف يحاسب حساباً يسيراً . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما ذلك العرض وأما من نوقش الحساب فيهلك " وفي الحديث أيضاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن الله يدني العبد يوم القيامة حتى يضع كنفه عليه فيقول : فعلت كذا وكذا ويعدد عليه ذنوبه ثم يقول : سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم " ، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حاسب نفسه في الدنيا هون الله عليه حسابه يوم القيامة " { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } أي يرجع إلى أهله في الجنة مسروراً بما أعطاه الله ، والأهل : زوجاته في الجنة من نساء الدنيا أو من الحور العين ، ويحتمل أن يريد قرابته من المؤمنين ، وبذلك فسره الزمخشري .