Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 108-110)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً } نهي عن إتيانه والصلاة فيه ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يمر بطريقه { لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى ٱلتَّقْوَىٰ } قيل : هو مسجد قباء ، وقيل : مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ، وقد رُوي ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم { فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ } كانوا يستنجون بالماء ونزلت في الأنصار على قول من قال : إن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد المدينة ، ونزلت في بني عمرو بن عوف خاصة على قول من قال : إن المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد قباء { أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَٰنَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَٰنٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَٰنَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ } الآية : استفهام بمعنى التقرير ، والذي أسس على التقوى والرضوان : مسجد المدينة أو مسجد قباء ، والذي أسس على شفا جرف هار : هو مسجد الضرار ، وتأسيس البناء على التقوى والرضوان : هو بحسن النية فيه ، وقصد وجه الله ، وإظهار شرعه ، والتأسيس على شفا جرف هار : هو بفساد النية ، وقصد الرياء ، والتفريق بين المؤمنين ، فلذلك على وجه الاستعارة والتشبيه البديع ، ومعنى شفا جرف : طرفه ، ومعنى هار : ساقط أو واهي ، بحيث أشفى على السقوط ، وأصل هار : هائر ، فهو من المقلوب ، لأن لامه جعلت في موضع العين { فَٱنْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ } أي طاح في جهنم ، وهذا ترشيح للمجاز ، فإنه لما شُبه بالجرف وُصف بالانهيار ؛ الذي هو من شأن الخوف ، وقيل : إن ذلك حقيقة ، وأنه سقط في نار جهنم وخرج الدخان من موضعه ، والصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بهدمه فهدم { لاَ يَزَالُ بُنْيَٰنُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ } أي : لا يزال في قلوب أهل مسجد الضرار ريبة من بنيانه : أي شك في الإسلام بسبب بنيانه ، لاعتقادهم صواب فعلهم : أو غيظ بسبب هدمه { إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ } أي إلا أن يموتوا .