Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 106-107)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ ٱللَّهِ } قيل : هم الثلاثة الذين خلفوا قبل أن يتوب الله عليهم . وقيل : الذين بنوا مسجد الضرار ، وقرئ مرجئون بالهمز وتركه وهما لغتان ومعناه التأخير { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مَسْجِداً } قرئ الذين بغير واو صفة لقوله وآخرون مرجون أو على تقديرهم الذين وهذه القراءة جارية على قول من قال في المرجون لأمر الله هم أهل مسجد الضرار ، وقرئ والذين بالواو عطف على آخرون مرجون وهذه القراءة جارية على قول من قال في المرجئين أنهم الثلاثة الذين خلفوا { ضِرَاراً وَكُفْراً } كانوا بنو عمرو بن عوف من الأنصار قد بنوا مسجد قباء ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه ويصلي فيه ، فحسدهم على ذلك قومهم بنو غنم بن عوف وبنو سالم بن عوف ؛ فبنوا مسجداً آخر مجاوراً له ليقطعوا الناس عن الصلاة في مسجد قباء ، وذلك هو الضرار الذي قصدوا وسألوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيه ، ويصلي لهم فيه فنزلت عليه في هذه الآية { وَتَفْرِيقاً بَيْنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } أرادوا أن يتفرّق المؤمنون عن مسجد قباء { وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ } أي انتظاراً لمن حارب الله ورسوله ، وهو أبو عامر الراهب الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق وكان من أهل المدينة ، فلما قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم جاهر بالكفر والنفاق ، ثم خرج إلى مكة فحزَّب الأحزاب من المشركين ، فلما فتحت مكة خرج إلى الطائف ، فلما أسلم أهل الطائف خرج إلى الشام ، ليستنصر بقيصر فهلك هناك . وكان أهل مسجد الضرار يقولون : إذا قدم أبو عامر المدينة يصلي في هذا المسجد . والإشارة بقوله من قبل إلى ما فعل معه الأحزاب { وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ ٱلْحُسْنَىٰ } أي الخصلة الحسنى وهي الصلاة وذكر الله فأكذبهم الله في ذلك .