Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 60-61)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلْفُقَرَآءِ وَٱلْمَسَاكِينِ } الآية : إنما هنا تقتضي حصر الصدقات وهي الزكاة في هذه الأصناف الثمانية ، فلا يجوز أن يعطى منها غيرهم ، ومذهب مالك أن تفريقها في هؤلاء الأصناف إلى اجتهاد الإمام ، فله أن يجعلها في بعض دون بعض ، ومذهب الشافعي : أنه يجب أن تقسم على جميع هذه الأصناف بالسواء ، واختلف العلماء هل الفقير أشد حاجة من المسكين أو بالعكس ؟ فقيل : هما سواء ، وقيل الفقير الذي يسأل الناس ويعلم حاله ، والمسكين ليس كذلك { وَٱلْعَٰمِلِينَ عَلَيْهَا } أي الذين يقبضونها ويفرقونها { وَٱلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ } كفار يعطون ترغيباً في الإسلام ، وقيل : هم مسلمون يعطون ليتمكن إيمانهم ، واختلف هل بقي حكمهم أو سقط للاستغناء عنهم { وَفِي ٱلرِّقَابِ } يعني العبيد يشترون ويعتقون { وَٱلْغَٰرِمِينَ } يعني من عليه دين ، ويشترط أن يكون استدان في غير فساد ولا سرف { وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } يعني الجهاد فيعطى منها المجاهدون ويشتري منها آلات الحرب ، واختلف هل تصرف في بناء الأسوار وإنشاء الأساطيل ؟ { وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } هو الغريب المحتاج { فَرِيضَةً } أي حقاً محموداً : ونصبه على المصدر ، فإن قيل . لم ذكر مصرف الزكاة في تضاعيف ذكر المنافقين ؟ فالجواب أنه حصر مصرف الزكاة في تلك الأصناف ليقطع طمع المنافقين فيها ، فاتصلت هذه الآية في المعنى بقوله : ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية { وَمِنْهُمُ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلنَّبِيَّ } يعني من المنافقين وإذايتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بالأقوال والأفعال { وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ } أي يسمع كل ما يقال له ويصدّقه ، ويقال : إنّ قائل هذه المقالة هو نبتل بن الحارث وكان من مردة المنافقين ، وقيل : عتاب بن قيس { قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ } أي يسمع الخير والحق { وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ } أي يصدقهم يقال : آمنت لك إذا صدقتك ، ولذلك تعدّى هذا الفعل بإلى وتعدّى يؤمن بالله بالباء { وَرَحْمَةٌ } بالرفع عطف على أذن ، وبالخفض على خير .