Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 93, Ayat: 1-4)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱلضُّحَىٰ } ذكر في الشمس وضحاها { وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } فيه أربعة أقوال : إذا أقبل ، وإذا أدبر ، وإذا أظلم ، وإذا سكن أي استقر واستوى ، أو سكن فيه الناس والأصوات ، ومنه : ليلة ساجية إذا كانت ساكنة الريح ، وطرف ساج أو ساكن غير مضطرب النظر . وهذا أقرب في الاشتقاق وهو اختيار ابن عطية { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } بتشديد الدال من الوداع وقرئ بتخفيفها بمعنى : ما تركك والوداع مبالغة في الترك { وَمَا قَلَىٰ } أي ما أبغضك ، وحذف ضمير المفعول من قلى وآوى وهدى وأغنى اختصاراً ، لظهور المعنى ولموافقة رؤوس الآي . وسبب الآية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطأ عليه الوحي ، فقالت قريش : إن محمداً ودعه ربه وقلاه ، فنزلت الآية تكذيباً لهم وقيل : رمي عليه الصلاة والسلام بحجر في أصبعه فدميت فمكث ليلتين أو ثلاثاً لا يقوم ، فقالت امرأة : ما أرى شيطان محمد إلا قد تركه فنزلت الآية { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } أي الدار الآخرة خير لك من الدنيا ، قال ابن عطية : ويحتمل أن يريد بالآخرة حاله بعد نزول هذه السورة ، ويريد بالأولى حاله نزولها ، وهذا بعيد والأول أظهر وأشهر .