Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 94, Ayat: 1-4)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } هذا لصدره توقيف معناه إثبات شرح صدره صلى الله عليه وسلم وتعديد ما ذكر بعده من النعم ، وشرح صدره صلى الله عليه وسلم هو اتساعه لتحصيل العلم ، وتنويره بالحكمة والمعرفة ، وقيل هو شق جبريل لصدره في صغره ، أو في وقت الإسراء حين أخرج قلبه وغسله { وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ } فيه ثلاثة أقوال : الأول : قول الجمهور أن الوزر الذنوب . ووضعها هو غفرانها هو كقوله : { لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ } [ الفتح : 2 ] ، وهذا على قول من جوّز صغائر الذنوب على الأنبياء ، أو على أن ذنوبه كانت قبل النبوّة ، الثاني : أن الوزر هو أثقال النبوة وتكاليفها ، ووضعها على هذا هو إعانته عليها ، وتمهيد عذره بعد ما بلغ الرسالة ، الثالث : أن الوزر هو تحيره قبل النبوة ، إذ كان يرى أن قومه على ضلال ، ولم يأته من الله أمر واضح فوضعه على هذا هو بالنبوّة والهدى للشريعة { ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ } عبارة عن ثقل الوزر المذكور وشدته عليه ، قال الحارث المحاسبي : إنما وصفت ذنوب الأنبياء بالثقل ، وهي صغائر مغفورة لهم لهمّهم بها وتحسرهم عليها ، فهي ثقيلة عندهم لشدة خوفهم من الله ، وهي خفيفة عند الله ، وهذا كما جاء في الأثر : " إن المؤمن يرى ذنوبه كالجبل يقع عليه ، والمنافق يرى ذنوبه تطير كالذبابة فوق أنفه " واشتقاق أنقض ظهرك من نقض البنيان وغيره ، أو من النقيض وهو الصوت فكأنه يسمع لظهره نقيض كنقيض ما يحمل عليه شيء ثقيل . { وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } أي نوّهنا باسمك وجعلناه شهيراً في المشارق والمغارب ، وقيل : معناه اقتران ذكره بذكر الله في الأذان والخطبة والتشهد . وفي مواضع من القرآن ، وقد روي في هذا حديث أن الله قال له ؛ إذا ذكرت ذكرت معي . فإن قيل : لم قال لك ذكرك ولك صدرك مع أن المعنى مستقل دون ذلك ؟ فالجواب أن قوله : لك يدل على الاعتناء به والاهتمام بأمره .