Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 94, Ayat: 6-8)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْراً } هذا وعد لما يُسّرَ بعد العسر ، وإنما ذكره بلفظ مع التي تقتضي المقاربة ليدل على قرب اليسر من العسر ، فإن قيل : ما وجه ارتباط هذا مع ما قبله ؟ فالجواب : أنه صلى الله عليه وسلم كان بمكة هو وأصحابه في عسر من إذاية الكفار ومن ضيق الحال ووعده الله باليسر ، وقد تقدم تعديد النعم تسلية وتأنيساً ، لتطيب نفسه ويقوي رجاؤه كأنه يقول : إن الذي أنعم عليك بهذه النعم سينصرك ويظهرك ويبدّل لك هذا العسر بيسر قريب ، ولذلك كرر إن مع العسر يسراً مبالغة ، وقال صلى الله عليه وسلم : لن يغلب عسر يسرين وقد روي ذلك عن عمر وابن مسعود وتأويله أن العسر المذكور في هذه السورة واحد ، لأن الألف واللام للعهد كقولك : جاءني رجل فأكرمت الرجل . واليسر اثنان لتنكيره وقيل : إن اليسر الأول في الدنيا والثاني في الآخرة { فَإِذَا فَرَغْتَ فَٱنصَبْ } هو من النصب بمعنى التعب ، والمعنى إذا فرغت من أمر فاجتهد في آخر ثم اختلف في تعيين الأمرين فقيل : إذا فرغت من أمر فاجتهد في آخر ثم اختلف في تعيين الأمرين ، فقيل : إذا فرغت من الفرائض فانصب في النوافل وقيل : إذا فرغت من الصلاة فانصب في الدعاء . وقيل : إذا فرغت من شغل دنياك فانصب في عبادة ربك { وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرْغَبْ } قدم الجار والمجرور ليدل على الحصر أي لا ترغب إلا إلى ربك وحده .