Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 95, Ayat: 1-3)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ } فيها قولان : الأول أنه التين الذين يؤكل والزيتون الذي يعصر أقسم الله بهما لفضيلتهما على سائر الثمار . روي " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل مع أصحابه تيناً فقال : لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة لقلت هذه ، لأن فاكهة الجنة بلا عَجم فكلوه فإنه يقطع البواسير وينفع من النقرس " وقال صلى الله عليه وسلم : نعم السواك الزيتون فإنه من الشجرة المباركة هي سواكي وسواك الأنبياء من قبلي . القول الثاني أنهما موضعان ثم اختلف فيهما فقيل هما جبلان بالشام أحدهما : بدمشق ينبت فيه التين والآخر بإيلياء ينبت فيه الزيتون فكأنه قال ومنابت التين والزيتون وقيل التين مسجد دمشق والزيتون مسجد بيت المقدس ، وقيل التين مسجد نوح والزيتون مسجد إبراهيم ، والأظهر أنهما الموضعان من الشام وهما اللذان كان فيهما مولد عيسى ومسكنه ، وذلك أن الله ذكر بعد هذا الطور الذي كلم عليه موسى والبلد الذي بعث منه محمد صلى الله عليه وسلم فتكون الآية نظير ما في التوراة : " أن الله تعالى جاء من طور سيناء وطلع من ساعد وهو موضع عيسى وظهر من جبال باران " وهي مكة وأقسم الله بهذه المواضع التي ذكر في التوراة لشرفها بالأنبياء المذكورين { وَطُورِ سِينِينَ } هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى وهو بالشام ، وأضافه الله إلى سينين ومعنى سينين مبارك فهو من إضافة الموصوف إلى الصفة ، وقيل : معناه ذو الشجر واحدها سينه ، قاله الأخفش وقال الزمخشري : ويجوز أن يعرب إعراب الجمع المذكر بالواو والياء وأن يلزم الياء وتحريك النون بحركات الإعراب { وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ } هو مكة باتفاق والأمين من الأمانة أو من الأمن لقوله : { ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَداً آمِناً } [ البقرة : 126 ] .