Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 95, Ayat: 4-8)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِيۤ أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ } فيه قولان : أحدهما أن أحسن التقويم هو حسن الصورة وكمال العقل والشباب والقوة وأسفل سافلين الضعف والهرم والخرف فهو كقوله تعالى : { وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ } [ يس : 68 ] وقوله : { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً } [ الروم : 54 ] وقوله { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بعد هذا غير متصل بما قبله ، والاستثناء على هذا القول منقطع بمعنى لكن لأنه خارج عن معنى الكلام الأول . والآخر أن حسن التقويم : الفطرة على الإيمان وأسفل سافلين الكفر أو تشويه الصورة في النار ، والاستثناء على هذا متصل ، لأن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لم يردوا أسفل سافلين { غَيْرُ مَمْنُونٍ } قد ذكر { فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِٱلدِّينِ } فيه قولان : أحدهما : أنه خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والدين شريعته ، والمعنى أي شيء يكذبك الدين بعد هذه الدلائل التي تشهد بصحة نبوّتك ؟ والآخر أنه خطاب للإنسان الكافر ، والدين على هذا الشريعة أو الجزاء الأخروي ومعنى يكذبك على هذا يجعلك كاذباً ، لأن من أنكر فهو كاذب والمعنى أي شيء يجعلك كاذباً بسبب كفرك بالدين بعد أن علمت أن الله خلقك في أحسن تقويم ، ثم ردّك أسفل سافلين ، ولا شك أنه يقدر على بعثك كما قدر على هذا ، فلأي شيء تكذب بالبعث والجزاء ؟ ولا شك أنه يقدر على بعثك كما قدر على هذا ، فلأي شيء تكذب بالبعث والجزاء ؟ { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَحْكَمِ ٱلْحَاكِمِينَ } ؟ تقرير ووعيد للكفار بأن يحكم عليهم بما يستحقون ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأها قال : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين .