Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 15-19)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } أوعد أبا جهل إن لم ينته عن كفره وطغيانه أن يؤخذ بناصيته فيلقى في النار ، والناصية مقدم الرأس فهو كقوله : { فَيُؤْخَذُ بِٱلنَّوَاصِي وَٱلأَقْدَامِ } [ الرحمٰن : 41 ] والسفع هنا الجذب والقبض على الشيء ، وقيل : هو الإحراق من قولك سفعته النار وأكد لنسفعن باللام والنون الخفيفة ، وكتبت في المصحف بالألف مراعاة للوقف ، ويظهر لي أن هذا الوعيد نفذ عليه يوم بدر حين قتل وأخذ بناصيته فجرّ إلى القليب { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } أبدل ناصية من الناصية ، ووصفها بالكذب والخطيئة تجوزاً ، والكاذب الخاطئ في الحقيقة صاحبها ، والخاطئ الذي يفعل الذنب متعمداً ، والمخطئ الذي يفعله بغير قصد { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } النادي والنّدي المجلس الذي يجتمع فيه الناس ، وكان أبو جهل قد قال : أيتوعدني محمد فوالله ما بالوادي أعظم نادياً مني ، فنزلت الآية تهديداً وتعجيزاً له ، والمعنى : فليدع أهل ناديه لنصرته إن قدروا على ذلك ، ثم أوعده بأن يدعو له زبانية جهنم ، وهم الملائكة الموكلون بالعذاب ، الزبانية في اللغة واحدهم زبنية ، وقيل : زبني وفي الحديث " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عياناً " { وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب } أي تقرب إلى الله بالسجود كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " فاجتهدوا في الدعاء وهذا موضع سجدة عند الشافعي وليست عند مالك من عزائم السجود .