Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 1-5)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ } فيه وجهان : أحدهما : أن معناه اقرأ القرآن مفتتحاً باسم ربك ، أو متبركاً باسم ربك ، وموضع باسم ربك نصب على الحال ولذا كان تقديره : مفتتحاً ، فيحتمل أن يريد ابتدأ القراءة بقول : بسم الله الرحمٰن الرحيم أو يريد الابتداء باسم الله مطلقاً ، والوجه الثاني أن معناه اقرأ هذا اللفظ وهو باسم ربك الذي خلق فيكون باسم ربك مفعولاً وهو المقروء { ٱلَّذِي خَلَقَ } حذف المفعول لقصد العموم كأنه قال : الذي خلق كل شيء ، ثم خصص خلقة الإنسان لما فيه من العجائب والعبر ، ويحتمل أنه أراد الذي خلق الإنسان كما قال : { ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ * خَلَقَ ٱلإِنسَانَ } [ الرحمٰن : 1ـ3 ] ثم فسره بقوله { خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ } والعلق جمع علقة ، وهي النطفة من الدم والمراد بالإنسان هنا جنس بني آدم ، ولذلك جمع العلق لما أراد الجماعة بخلاف قوله : { فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ } [ الحج : 5 ] لأنه أراد كل واحد على حدته ، ولم يدخل آدم في الإنسان هنا لأنه لم يخلق من علقة وإنما خلق من طين { ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ } كرر الأمر بالقراءة تأكيداً والواو للحال والمقصود تأنيس النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يقول : أفعل ما أمرت به فإن ربك كريم . وصيغة أفعل للمبالغة { ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ } هذا تفسير للأكرم فدل على أن نعمة التعليم أكبر نعمة ، وخص من التعليمات الكتابة بالقلم لما فيها من تخليد العلوم ومصالح الدين والدنيا ، وقرأ ابن الزبير : علم الخط بالقلم { عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } يحتمل أن يريد بهذا التعليم لكل شيء على الاطلاق ، وقيل : لأن الإنسان هنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والأظهر أنه جنس الإنسان على العموم .