Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 96, Ayat: 6-10)
Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } نزل هذا وما بعده إلى آخر السورة في أبي جهل بعد نزول صدرها بمدة ، وذلك أنه كان يطغى بكثرة ماله ويبالغ في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكلا هنا يحتمل أن تكون زجراً لأبي جهل أو بمعنى حقاً أو استفتاحاً { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } في موضع المفعول من أجله ، أي يطغى من أجل غناه . والرؤية هنا بمعنى العلم ، بدليل إعمال الفعل في الضمير ، ولا يكون ذلك إلا في أفعال القلوب ، والمعنى رأى نفسه استغنى واستغنى هو المفعول الثاني { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } هذا تهديد لأبي جهل وأمثاله { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ * عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } اتفق المفسرون أن العبد الذي صلى هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن الذي نهاه أبو جهل لعنه الله ، وسبب الآية " أن أبا جهل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في المسجد الحرام فهم بأن يصل إليه ويمنعه من الصلاة " وروي أنه قال : " لئن رأيته يصلي ، لأطأنّ عنقه ، فجاءه وهو يصلي ثم انصرف عنه مرعوباً فقيل له : ما هذا ؟ فقال : لقد اعترض بيني وبينه خندق من نار وهول وأجنحة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً " .