Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 98, Ayat: 1-3)

Tafsir: Kitāb at-Tašīl li-ʿulūm at-tanzīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ذكر الله الكفار ثم قسمهم إلى صنفين : أهل الكتاب والمشركين ، وذكر أن جميعهم لم يكونوا منفكين حتى تأتيهم البينة ، وتقوم عليهم الحجة ببعث رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومعنى منفكين : منفصلين ، ثم اختلف في هذا الانفصال على أربعة أقوال : أحدها أن المعنى لم يكونوا منفصلين عن كفرهم حتى تأتيهم لتقوم عليهم الحجة . الثاني لم يكونوا منفصلين عن معرفة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله . الثالث : اختاره ابن عطية وهو : لم يكونوا منفصلين عن نظر الله وقدرته ، حتى يبعث الله إليهم رسولاً يقيم عليهم الحجة ، الرابع : وهو الأظهر عندي أن المعنى لم يكونوا لينفصلوا من الدنيا حتى بعث الله لهم سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم فقامت عليهم الحجة ، لأنهم لو انفصلت الدنيا دون بعثه : { لَقَالُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً } [ طه : 134 ] فلما بعثه الله لم يبق لهم عذر ولا حجة ، فمنفكين على هذا كقولك : لا تبرح أو لا تزول حتى يكون كذا وكذا { رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ } يعني سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ، وإعرابه بدل من البينة أو خبر ابتداء مضمر { يَتْلُواْ صُحُفاً مُّطَهَّرَةً } يعني القرآن في صحفه { فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } أي قيمة بالحق مستقيمة بالمعاني ، ووزن قيّمة فيعلة وفيه مبالغة قال ابن عطية : هذا على حذف مضاف تقديره : فيها أحكام كتب ولا يحتاج هذا إلى الحذف لأن الكتب بمعنى المكتوبات .