Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 75-87)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم } معطوف على قوله { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً } والضمير في { من بعدهم } ، راجع إلى الرسل المتقدّم ذكرهم ، وخصّ موسى وهارون بالذكر مع دخولهما تحت الرسل لمزيد شرفهما ، وخطر شأن ما جرى بينهما وبين فرعون ، والمراد بالملأ الأشراف ، والمراد بالآيات المعجزات ، وهي التسع المذكورة في الكتاب العزيز { فَٱسْتَكْبَرُواْ } عن قبولها ، ولم يتواضعوا لها ، ويذعنوا لما اشتملت عليه من المعجزات الموجبة لتصديق ما جاء بها . { وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } أي كانوا ذوي إجرام عظام ، وآثام كبيرة ، فبسبب ذلك اجترءوا على ردّها لأن الذنوب تحول بين صاحبها وبين إدراك الحق ، وإبصار الصواب . قيل وهذه الجملة معترضة مقررة لمضمون ما قبلها . قوله { فَلَمَّا جَاءهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } أي فلما جاء فرعون وملأه الحق من عند الله ، وهو المعجزات ، لم يؤمنوا بها بل حملوها على السحر مكابرة منهم ، فردّ عليهم موسى قائلاً { أَتقُولُونَ لِلْحَقّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا } قيل في الكلام حذف ، والتقدير أتقولون للحقّ سحر فلا تقولوا ذلك ، ثم استأنف إنكاراً آخر من جهة نفسه فقال { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } فحذف قولهم الأوّل اكتفاء بالثاني ، والملجىء إلى هذا أنهم لم يستفهموه عن السحر حتى يحكي ما قالوه بقوله { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } بل هم قاطعون بأنه سحر لأنهم قالوا { إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } فحينئذ لا يكون قوله { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } من قولهم ، وقال الأخفش هو من قولهم ، وفيه نظر لما قدّمنا ، وقيل معنى { أَتَقُولُونَ } أتعيبون الحقّ وتطعنون فيه ، وكان عليكم أن تذعنوا له ، ثم قال أسحر هذا ، منكراً لما قالوه . وقيل إن مفعول { أَتَقُولُونَ } محذوف ، وهو ما دلّ عليه قولهم { إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرٌ } والتقدير أتقولون ما تقولون ، يعني قولهم إن هذا لسحر مبين ، ثم قيل أسحر هذا ، وعلى هذا التقدير والتقدير الأوّل فتكون جملة { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } مستأنفة من جهة موسى عليه السلام ، والاستفهام للتقريع والتوبيخ ، بعد الجملة الأولى المستأنفة الواقعة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل ماذا قال لهم موسى لما قالوا إن هذا لسحر مبين ؟ فقيل قال أتقولون للحق لما جاءكم ، على طريقة الاستفهام الإنكاري ، والمعنى أتقولون للحق لما جاءكم إنّ هذا لسحر مبين ، وهو أبعد شيء من السحر . ثم أنكر عليهم ، وقرّعهم ، ووبخهم ، فقال { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } فجاء موسى عليه السلام بإنكار بعد إنكار ، وتوبيخ بعد توبيخ ، وتجهيل بعد تجهيل ، وجملة { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ } في محل نصب على الحال أي أتقولون للحق إنه سحر ، والحال أنه لا يفلح الساحرون ، فلا يظفرون بمطلوب ، ولا يفوزون بخير ، ولا ينجون من مكروه ، فكيف يقع في هذا من هو مرسل من عند الله ، وقد أيده بالمعجزات والبراهين الواضحة ؟ وجملة { قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } مستأنفة جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل فماذا قالوا بعد أن قال لهم موسى ما قال ؟ وفي هذا ما يدلّ على أنهم انقطعوا عن الدليل ، وعجزوا عن إبراز الحجة ، ولم يجحدوا ما يجيبون به عما أورده عليهم ، بل لجئوا إلى ما يلجأ إليه أهل الجهل والبلادة ، وهو الاحتجاج بما كان عليه آباؤهم من الكفر ، وضموا إلى ذلك ما هو غرضهم وغاية مطلبهم ، وسبب مكابرتهم للحق ، وجحودهم للآيات البينة ، وهو الرياسة الدنيوية التي خافوا عليها ، وظنوا أنها ستذهب عنهم إن آمنوا ، وكم بقي على الباطل ، وهو يعلم أنه باطل بهذه الذريعة من طوائف هذا العالم في سابق الدهر ولاحقه ، فمنهم من حبسه ذلك عن الخروج من الكفر ، ومنهم من حبسه عن الخروج إلى السنة من البدعة ، وإلى الرواية الصحيحة من الرأي البحت ، يقال لفته لفتاً إذا صرفه عن الشيء ولواه عنه ، ومنه قول الشاعر @ تلفت نحو الحيّ حتى رأيتني وجعت من الإصغاء ليتاً وأخدعا @@ أي تريد أن تصرفنا عن الشيء الذي وجدنا عليه آباءنا ، وهو عبادة الأصنام ، والمراد بالكبرياء الملك ، قال الزجاج سمي الملك كبرياء لأنه أكبر ما يطلب من أمر الدنيا وقيل سمي بذلك لأن الملك يتكبر . والحاصل أنهم عللوا عدم قبولهم دعوة موسى بأمرين التمسك بالتقليد للآباء ، والحرص على الرياسة الدنيوية لأنهم إذا أجابوا النبي وصدّقوه صارت مقاليد أمر أمته إليه ولم يبق للملك رئاسة تامة لأن التدبير للناس بالدين يرفع تدبير الملوك هم بالسياسات والعادات ، ثم قالوا { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } تصريحاً منهم بالتكذيب ، وقطعاً للطمع في إيمانهم ، وقد أفرد الخطاب لموسى في قولهم { أجئتنا لتلفتنا } ، ثم جمعوا بينه وبين هارون في الخطاب في قولهم { وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَاء فِي ٱلأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } ووجه ذلك أنهم أسندوا المجيء والصرف عن طريق آبائهم إلى موسى ، لكونه المقصود بالرسالة المبلغ عن الله ما شرعه لهم ، وجمعوا بينهما في الضميرين الآخرين لأن الكبرياء شامل لهما في زعمهم ، ولكون ترك الإيمان بموسى يستلزم ترك الإيمان بهارون ، وقد مرّت القصة في الأعراف . قوله { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ٱئْتُونِى بِكُلّ سَـٰحِرٍ عَلِيمٍ } قال هكذا لما رأى اليد البيضاء والعصا ، لأنه اعتقد أنهما من السحر ، فأمر قومه بأن يأتوه بكل ساحر عليم ، هكذا قرأ حمزة والكسائي ، وابن وثاب ، والأعمش « سحار » . وقرأ الباقون { ساحر } وقد تقدّم الكلام على هذا في الأعراف ، والسحار صيغة مبالغة أي كثير السحر ، كثير العلم بعمله وأنواعه { فَلَمَّا جَاء ٱلسَّحَرَةُ } في الكلام حذف ، والتقدير هكذا وقال فرعون ائتوني بكل سحار عليم ، فأتوا بهم إليه ، فلما جاء السحرة ، فتكون الفاء للعطف على المقدّر المحذوف . قوله { قَالَ لَهُمْ مُّوسَىٰ أَلْقُواْ مَا أَنتُمْ مُّلْقُونَ } أي قال لهم هذه المقالة بعد أن قالوا له إما أن تلقي ، وإما أن نكون نحن الملقون أي اطرحوا على الأرض ما معكم من حبالكم وعصيكم { فَلَمَّا أَلْقُوْاْ } ما ألقوه من ذلك { قَالَ } لهم { مُوسَىٰ مَا جِئْتُمْ بِهِ ٱلسِّحْرُ } أي الذي جئتم به السحر ، على أن " ما " موصولة مبتدأ والخبر السحر والمعنى أنه سحر ، لا أنه آية من آيات الله . وأجاز الفراء نصب السحر بـ { جئتم } ، وتكون " ما " شرطية ، والشرط " جئتم " ، والجزاء { إِنَّ ٱللَّهَ سَيُبْطِلُهُ } على تقدير الفاء أي فإن الله سيبطله وقيل إن السحر منتصب على المصدر أي ما جئتم به سحراً ، ثم دخلت الألف واللام ، فلا يحتاج على هذا إلى حذف الفاء ، واختاره النحاس . وقال حذف الفاء في المجازاة لا يجيزه كثير من النحويين إلا في ضرورة الشعر . وقرأ أبو عمرو ، وأبو جعفر « آلسحر » على أن الهمزة للاستفهام ، والتقدير أهو السحر ، فتكون " ما " على هذه القراءة استفهامية . وقرأ أبيّ « ما أتيتم به سحر إن الله سيبطله » أي سيمحقه ، فيصير باطلاً بما يظهره على يديّ من الآيات المعجزة { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِينَ } أي عمل هذا الجنس ، فيشمل كل من يصدق عليه أنه مفسد ، ويدخل فيه السحر والسحرة دخولاً أوّلياً ، والواو في { وَيُحِقُّ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ } للعطف على سيبطله ، أي يبينه ويوضحه { بِكَلِمَـٰتِهِ } التي أنزلها في كتبه على أنبيائه ، لاشتمالها على الحجج والبراهين { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُجْرِمُونَ } من آل فرعون ، أو المجرمون على العموم ، ويدخل تحتهم آل فرعون دخولاً أوّلياً ، والإجرام الآثام . قوله { فَمَا ءامَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرّيَّةٌ مّن قَوْمِهِ } الضمير يرجع إلى موسى أي من قوم موسى ، وهم طائفة من ذراري بني إسرائيل . وقيل المراد طائفة من ذراري فرعون ، فيكون الضمير عائداً على فرعون . قيل ومنهم مؤمن آل فرعون وامرأته ، وماشطة ابنته ، وامرأة خازنه . وقيل هم قوم آباؤهم من القبط وأمهاتهم من بني إسرائيل ، روي هذا عن الفراء { عَلَىٰ خَوْفٍ مّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِم } الضمير لفرعون ، وجمع لأنه لما كان جباراً جمعوا ضميره تعظيماً له . وقيل إن قوم فرعون سموا بفرعون مثل ثمود ، فرجع الضمير إليهم بهذا الاعتبار . وقيل إنه عائد على مضاف محذوف ، والتقدير على خوف من آل فرعون ، وروي هذا عن الفراء . ومنع ذلك الخليل ، وسيبويه ، فلا يجوز عندهما قامت هند وأنت تريد غلامها . وروي عن الأخفش أن الضمير يعود على الذرية ، وقوّاه النحاس { أَن يَفْتِنَهُمْ } أي يصرفهم عن دينهم بالعذاب الذي كان ينزله بهم ، وهو بدل اشتمال . ويجوز أن يكون في موضع نصب بالمصدر { وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي ٱلأَرْضِ } أي عات متكبر ، متغلب على أرض مصر { وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } المجاوزين للحد في الكفر ، وما يفعله من القتل والصلب ، وتنويع العقوبات . قوله { وَقَالَ مُوسَىٰ يا قَوْمٍ إِن كُنتُمْ ءامَنْتُمْ بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنْتُم مُّسْلِمِينَ } قيل إن هذا من باب التكرير للشرط ، فشرط في التوكل على الله الإيمان به والإسلام أي الاستسلام لقضائه وقدره . وقيل إن هذا ليس من تعليق الحكم بشرطين بل المعلق بالإيمان هو وجوب التوكل ، والمشروط بالإسلام وجوده ، والمعنى أن يسلموا أنفسهم لله أي يجعلوها له سالمة خالصة لا حظّ للشيطان فيها لأن التوكل لا يكون مع التخليط . قال في الكشاف ونظيره في الكلام إن ضربك زيد فاضربه ، إن كانت لك به قوّة { فَقَالُواْ } أي قوم موسى مجيبين له { عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا } ثم دعوا الله مخلصين ، فقالوا { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً } أي موضع فتنة { لّلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } والمعنى لا تسلطهم علينا ، فيعذبونا حتى يفتنونا عن ديننا ، ولا تجعلنا فتنة لهم ، يفتنون بنا غيرنا ، فيقولون لهم لو كان هؤلاء على حق لما سلطنا عليهم وعذبناهم ، وعلى المعنى الأوّل تكون الفتنة بمعنى المفتون . ولما قدّموا التضرّع إلى الله سبحانه في أن يصون دينهم عن الفساد ، أتبعوه بسؤال عصمة أنفسهم ، فقالوا { وَنَجّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } وفي هذا دليل على أنه كان لهم اهتمام بأمر الدين فوق اهتمامهم بسلامة أنفسهم . قوله { وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا } " أن " هي المفسرة لأن في الإيحاء معنى القول أن تبوّآ أي اتخذوا لقومكما بمصر بيوتاً يقال بوّأت زيداً مكاناً ، وبوّأت لزيد مكاناً ، والمبوأ المنزل الملزوم ، ومنه بوّأه الله منزلاً أي ألزمه إياه ، وأسكنه فيه ، ومنه الحديث " من كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار " ومنه قول الراجز @ نحن بنو عدنان ليس شك تبوّأ المجد بنـا والملك @@ قيل ومصر في هذه الآية هي الإسكندرية ، وقيل هي مصر المعروفة ، لا الإسكندرية { وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } أي متوجهة إلى جهة القبلة ، قيل والمراد بالبيوت هنا المساجد ، وإليه ذهب جماعة من السلف . وقيل المراد بالبيوت التي يسكنون فيها ، أمروا بأن يجعلوها منا قبلة ، والمراد بالقبلة على القول الأوّل هي جهة بيت المقدس ، وهو قبلة اليهود إلى اليوم . وقيل جهة الكعبة ، وأنها كانت قبلة موسى ومن معه وقيل المراد أنهم يجعلون بيتهم مستقبلة للقبلة ، ليصلوا فيها سرّاً لئلا يصيبهم من الكفار معرّة بسبب الصلاة ، ومما يؤيد هذا قوله { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَة } أي التي أمركم الله بإقامتها ، فإنه يفيد أن القبلة هي قبلة الصلاة ، إما في المساجد أو في البيوت ، لا جعل البيوت متقابلة ، وإنما جعل الخطاب في أوّل الكلام مع موسى وهارون ، ثم جعله لهما ولقومهما في قوله { وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ } ثم أفرد موسى بالخطاب بعد ذلك ، فقال { وَبَشّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } لأن اختيار المكان مفوّض إلى الأنبياء ، ثم جعل عاماً في استقبال القبلة وإقامة الصلاة ، لأن ذلك واجب على الجميع لا يختص بالأنبياء ، ثم جعل خاصاً بموسى لأنه الأصل في الرسالة ، وهارون تابع له ، فكان ذلك تعظيماً للبشارة وللمبشر بها . وقيل إن الخطاب في { وبشّر المؤمنين } لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، على طريقة الالتفات والاعتراض ، والأوّل أولى . وقد أخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة ، في قوله { لِتَلْفِتَنَا } قال لتلوينا . وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن السديّ ، قال لتصدّنا عن آلهتنا ، وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، عن مجاهد ، في قوله { وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَاء فِى ٱلأَرْضِ } قال العظمة والملك والسلطان . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس ، في قوله { فَمَا ءامَنَ لِمُوسَىٰ إِلاَّ ذُرّيَّةٌ } قال الذرية القليل . وأخرج هؤلاء ، عنه ، في قوله { ذُرّيَّةٌ مّن قَوْمِهِ } قال من بني إسرائيل . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، قال هم أولاد الذين أرسل إليهم موسى من طول الزمان ومات آباؤهم . وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس ، قال كانت الذرية التي آمنت لموسى من أناس غير بني إسرائيل من قوم فرعون منهم امرأة فرعون ، ومؤمن آل فرعون ، وخازن فرعون ، وامرأة خازنه . وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، ونعيم بن حماد في الفتن ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، في قوله { رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لّلْقَوْمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ } قال لا تسلطهم علينا فيفتنونا . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عنه ، قال في تفسير الآية لا تعذبنا بأيدي قوم فرعون ، ولا بعذاب من عندك ، فيقول قوم فرعون لو كانوا على الحق ما عذبوا ولا سلطنا عليهم فيفتنون بنا . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ ، عن أبي قلابة ، في الآية قال سأل ربه ألا يظهر علينا عدوّنا ، فيحسبون أنهم أولى بالعدل فيفتنون بذلك . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي مجلز ، نحوه . وأخرج أبو الشيخ ، عن قتادة ، في قوله { وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ } الآية . قال ذلك حين منعهم فرعون الصلاة ، فأمروا أن يجعلوا مساجدهم في بيوتهم ، وأن يوجهوها نحو القبلة . وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن مجاهد ، في قوله { أَن تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ } قال مصر الإسكندرية . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن مجاهد ، في الآية قال كانوا لا يصلون إلا في البيع حتى خافوا من آل فرعون ، فأمروا أن يصلوا في بيوتهم . وأخرج الفريابي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن ابن عباس ، في الآية قال أمروا أن يتخذوا في بيوتهم مساجد . وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي سنان ، قال القبلة الكعبة ، وذكر أن آدم فمن بعده كانوا يصلون قبل الكعبة . وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ، في قوله { وَٱجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } قال يقابل بعضها بعضاً .