Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 15, Ayat: 26-44)

Tafsir: Fatḥ al-qadīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

المراد بالإنسان في قوله { ولَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَـٰنَ } هو آدم لأنه أصل هذا النوع ، والصلصال ، قال أبو عبيدة هو الطين المخلوط بالرمل الذي يتصلصل إذا حرّك ، فإذا طبخ في النار فهو الفخار . وهذا قول أكثر المفسرين . وقال الكسائي هو الطين المنتن ، مأخوذ من قول العرب صلّ اللحم وأصلّ إذا أنتن ، مطبوخاً كان أو نيئاً . قال الحطيئة @ ذاك فتى يبذل ذا قدرة لا يفسد اللحم لديه الصلول @@ والحمأ الطين الأسود المتغير ، أو الطين الأسود من غير تقييد بالمتغير . قال ابن السكيت تقول منه . حمأت البئر حمأ بالتسكين إذا نزعت حمأتها ، وحمئت البئر حمأ بالتحريك كثرت حمأتها ، وأحميتها إحماء ألقيت فيها الحمأة . قال أبو عبيدة الحمأة بسكون الميم مثل الحمأة ، يعني بالتحريك . والجمع حمء مثل تمرة وتمر ، والحمأ المصدر مثل الهلع والجزع ، ثم سمي به . والمسنون قال الفراء هو المتغير ، وأصله من سننت الحجر على الحجر إذا حككته . وما يخرج بين الحجرين يقال له السنانة والسنين ، ومنه قول عبد الرحمٰن بن حسان @ ثم حاصرتها إلى القبة الحمراء تمشي في مرمر وسنون @@ أي محكوك ، ويقال أسن الماء إذا تغير . ومنه قوله { لَمْ يَتَسَنَّهْ } البقرة 259 . وقوله { مَّاء غَيْرِ ءاسِنٍ } محمد 15 . وكلا الاشتقاقين يدل على التغير لأن ما يخرج بين الحجرين لا يكون إلاّ منتنا . وقال أبو عبيدة المسنون المصوب ، وهو من قول العرب . سننت الماء على الوجه إذا صببته ، والسنّ الصب . وقال سيبويه المسنون المصوّر ، مأخوذ من سنة الوجه ، وهي صورته ، ومنه قول ذي الرمة @ تريك سنة وجه غير مقرفة ملساء ليس بها خال ولا ندب @@ وقال الأخفش المسنون المنصوب القائم ، من قولهم وجه مسنون إذا كان فيه طول . والحاصل على هذه الأقوال أن التراب لما بلّ ، صار طيناً ، فلما أنتن صار حمأً مسنوناً ، فلما يئس صار صلصالاً . فأصل الصلصال هو الحمأ المسنون ، ولهذا وصف بهما . { وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَـٰهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ } الجانّ أبو الجنّ عند جمهور المفسرين . وقال عطاء والحسن وقتادة ومقاتل هو إبليس . وسمي جاناً ، لتواريه عن الأعين . يقال جن الشيء إذا ستره . فالجانّ يستر نفسه عن أعين بني آدم ، ومعنى { من قبل } من قبل خلق آدم . والسموم الريح الحادة النافذة في المسامّ ، تكون بالنهار ، وقد تكون بالليل . كذا قال أبو عبيدة ، وذكر خلق الإنسان والجانّ في هذا الموضع للدلالة على كمال القدرة الإلهية ، وبيان أن القادر على النشأة الأولى قادر على النشأة الأخرى . { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰئِكَةِ } الظرف منصوب بفعل مقدّر ، أي اذكر . بين سبحانه بعد ذكره لخلق الإنسان ما وقع عند خلقه له ، وقد تقدّم تفسير ذلك في البقرة . والبشر مأخوذ من البشرة ، وهي ظاهر الجلد ، وقد تقدّم تفسير الصلصال والحمأ المسنون قريباً مستوفى { فَإِذَا سَوَّيْتُهُ } أي سويت خلقه ، وعدلت صورته الإنسانية وكملت أجزاءه { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى } النفخ إجراء الريح في تجاويف جسم آخر . فمن قال إن الروح جسم لطيف كالهواء فمعناه ظاهر ، ومن قال إنه جوهر مجرد غير متحيز ، ولا حال في متحيز . فمعنى النفخ عنده تهيئة البدن لتعلق النفس الناطقة به . قال النيسابوري ولا خلاف في أن الإضافة في روحي للتشريف والتكريم ، مثل " ناقة الله " ، و " بيت الله " . قال القرطبي والروح جسم لطيف ، أجرى الله العادة بأن يخلق الحياة في البدن مع ذلك الجسم . وحقيقته إضافة خلق إلى خالق ، فالروح خلق من خلقه أضافه إلى نفسه تشريفاً وتكريماً . قال ومثله { وَرُوحٌ مّنْهُ } النساء 171 . وقد تقدّم في النساء { فَقَعُواْ لَهُ سَـٰجِدِينَ } الفاء تدلّ على أن سجودهم واجب عليهم عقب التسوية والنفح من غير تراخٍ ، وهو أمر بالوقوع ، من وقع يقع . وفيه دليل على أن المأمور به هو السجود ، لا مجرّد الانحناء كما قيل ، وهذا السجود هو سجود تحية وتكريم لا سجود عبادة ، ولله أن يكرم من يشاء من مخلوقاته كيف يشاء بما يشاء وقيل كان السجود لله تعالى وكان آدم قبلة لهم . { فَسَجَدَ ٱلْمَلَـٰئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } أخبر سبحانه بأن الملائكة سجدوا جميعاً عند أمر الله سبحانه لهم بذلك من غير تراخٍ ، قال المبرد قوله { كلهم } أزال احتمال أن بعض الملائكة لم يسجد ، وقوله { أجمعون } توكيد بعد توكيد ، ورجح هذا الزجاج . قال النيسابوري وذلك لأن أجمع معرفة فلا يقع حالاً ، ولو صح أن يكون حالاً لكان منتصباً ، ثم استثنى إبليس من الملائكة فقال { إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ } قيل هذا الاستثناء متصل لكونه كان من جنس الملائكة ولكنه أبى ذلك استكباراً واستعظاماً لنفسه وحسداً لآدم ، فحقت عليه كلمة الله . وقيل إنه لم يكن من الملائكة ، ولكنه كان معهم ، فغلب اسم الملائكة عليه وأمر بما أمروا به ، فكان الاستثناء بهذا الاعتبار متصلاً . وقيل إن الاستثناء منفصل بناءً على عدم كونه منهم ، وعدم تغليبهم عليه ، أي ولكن إبليس أبى أن يكون مع الساجدين وقد تقدّم الكلام في هذا في سورة البقرة ، وجملة { أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ } استئناف مبين لكيفية ما فيهم من الاستثناء من عدم السجود لأن عدم السجود قد يكون مع التردّد ، فبين سبحانه أنه كان على وجه الإباء . وجملة { قَالَ يَـا إِبْلِيسَ مَـٰلِكَ أَلا تَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِينَ } مستأنفة أيضاً جواب سؤال مقدّر ، كأنه قيل فماذا قال الله سبحانه لإبليس بعد أن أبى السجود ؟ وهذا الخطاب له ليس للتشريف والتكريم ، بل للتقريع والتوبيخ ، والمعنى أي غرض لك في الامتناع ؟ وأيّ سبب حملك عليه على أن لا تكون مع الساجدين لآدم مع الملائكة وهم في الشرف وعلوّ المنزلة والقرب من الله بالمنزلة التي قد علمتها . وجملة { قَالَ لَمْ أَكُن لاِسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَـٰلٍ مّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } مستأنفة كالتي قبلها ، جعل العلة لترك سجوده كون آدم بشراً مخلوقاً من صلصال من حمأ مسنون زعماً منه أنه مخلوق من عنصر أشرف من عنصر آدم ، وفيه إشارة إجمالية في كونه خيراً منه . وقد صرح بذلك في موضع آخر ، فقال { أَنَاْ خَيْرٌ مّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } الأعراف 76 . وقال في موضع آخر { أأسجد لمن خلقت طينا } الإسراء 61 . واللام في { لأسجد } لتأكيد النفي ، أي لا يصح ذلك مني ، فأجاب الله سبحانه عليه بقوله { قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ } والضمير في { منها } ، قيل عائد إلى الجنة ، وقيل إلى السماء . وقيل إلى زمرة الملائكة أي فأخرج من زمرة الملائكة { فإنك رجيم } أي مرجوم بالشهب . وقيل معنى رجيم ملعون ، أي مطرود لأن من يطرد يرجم بالحجارة . { وَإِنَّ عَلَيْكَ ٱللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلدّينِ } أي عليك الطرد والإبعاد من رحمة الله سبحانه مستمراً عليك لازماً لك إلى يوم الجزاء ، وهو يوم القيامة . وجعل يوم الدين غاية للعنة لا يستلزم انقطاعها في ذلك الوقت ، لأن المراد دوامها من غير انقطاع ، وذكر يوم الدين ، للمبالغة كما في قوله تعالى { مَا دَامَتِ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضَ } هود 107 . أو أن المراد أنه في يوم الدين وما بعده يعذب بما هو أشدّ من اللعن من أنواع العذاب ، فكأنه لا يجد له ما كان يجده قبل أن يمسه العذاب . { قَالَ رَبّ فَأَنظِرْنِى } أي أخرني وأمهلني ولا تمتني إلى يوم يبعثون ، أي آدم وذريته . طلب أن يبقى حياً إلى هذا اليوم لما سمع ذلك علم أن الله قد أخر عذابه إلى الدار الآخرة وكأنه طلب أن لا يموت أبداً ، لأنه إذا أخر موته إلى ذلك اليوم فهو يوم لا موت فيه . وقيل إنه لم يطلب أن لا يموت ، بل طلب أن يؤخر عذابه إلى يوم القيامة ولا يعذب في الدنيا { قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلْمُنظَرِينَ } لما سأل الإنظار ، أجابه الله سبحانه إلى ما طلبه ، وأخبره بأنه من جملة من أنظره ممن أخر آجالهم من مخلوقاته ، أو من جملة من أخر عقوبتهم بما اقترفوا . ثم بين سبحانه الغاية التي أمهله إليها ، فقال { إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْوَقْتِ ٱلْمَعْلُومِ } وهو يوم القيامة ، فإن { يوم الدين } و { يوم يبعثون } و { يوم الوقت المعلوم } كلها عبارات عن يوم القيامة . وقيل المراد بالوقت المعلوم هو الوقت القريب من البعث ، فعند ذلك يموت . { قَالَ رَبّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِى لأَزَيّنَنَّ لَهُمْ فِى ٱلأَرْضِ } الباء للقسم ، و " ما " مصدرية ، وجواب القسم { لأزينن لهم } أي أقسم بإغوائك إياي لأزينن لهم في الأرض ، أي ما داموا في الدنيا . والتزيين منه إما بتحسين المعاصي لهم وإيقاعهم فيها ، أو يشغلهم بزينة الدنيا عن فعل ما أمرهم الله به فلا يلتفتون إلى غيرها . وإقسامه ها هنا بإغواء الله له لا ينافي إقسامه في موضع آخر بعزة الله التي هي سلطانه وقهره ، لأن الإغراء له هو من جملة ما تصدق عليه العزّة { وَلأَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } أي لأضلنهم عن طريق الهدى وأوقعهم في طريق الغواية ، وأحملهم عليه { إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } قرأ أهل المدينة وأهل الكوفة بفتح اللام ، أي الذين استخلصتهم من العباد . وقرأ الباقون بكسر اللام ، أي الذين أخلصوا لك العبادة ، فلم يقصدوا بها غيرك . { قَالَ هَذَا صِرٰطٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ } أي حق عليّ أن أراعيه ، وهو ألا يكون لك على عبادي سلطان . قال الكسائي هذا على الوعيد والتهديد ، كقولك لمن تهدده طريقك عليّ ومصيرك إليّ . وكقوله { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } الفجر 14 . فكأن معنى هذا الكلام هذا طريق مرجعه إليّ ، فأجازي كلا بعمله ، وقيل { على } هنا بمعنى إلى . وقيل المعنى على أن الصراط المستقيم بالبيان والحجة . وقيل بالتوفيق والهداية . وقرأ ابن سيرين ، وقتادة ، والحسن ، وقيس بن عباد ، وأبو رجاء ، وحميد ، ويعقوب " هذا صراط علي " على أنه صفة مشبهة ، ومعناه رفيع . { إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ } المراد بالعباد هنا هم المخلصون ، والمراد أنه لا تسلط له عليهم بإيقاعهم في ذنب يهلكون به ، ولا يتوبون منه ، فلا ينافي هذا ما وقع من آدم وحواء ونحوهما ، فإنه ذنب مغفور لوقوع التوبة عنه { إِلاَّ مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ } استثنى سبحانه من عباده هؤلاء . وهم المتبعون لإبليس من الغاوين عن طريق الحقّ الواقعين في الضلال ، وهو موافق لما قاله إبليس اللعين من قوله { وَلأَغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } ، ويمكن أن يقال إن بين الكلامين فرقاً فكلام الله سبحانه فيه نفي سلطان إبليس على جميع عباده إلاّ من اتبعه من الغاوين ، فيدخل في ذلك المخلصون وغيرهم ممن لم يتبع إبليس من الغاوين وكلام إبليس اللعين يتضمن إغواء الجميع إلاّ المخلصين ، فدخل فيهم من لم يكن مخلصاً ولا تابعاً لإبليس غاوياً . والحاصل أن بين المخلصين والغاوين التابعين لإبليس طائفة لم تكن مخلصة ولا غاوية تابعة لإبليس . وقد قيل إن الغاوين المتبعين لإبليس هم المشركون . ويدلّ على ذلك قوله تعالى { إِنَّمَا سُلْطَـٰنُهُ عَلَىٰ ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } النحل 100 . ثم قال الله سبحانه متوعداً لأتباع إبليس { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ } أي موعد المتبعين الغاوين ، و { أجمعين } تأكيد للضمير ، أو حال { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } يدخل أهل النار منها ، وإنما كانت سبعة لكثرة أهلها { لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ } أي من الأتباع الغواة { جُزْء مَّقْسُومٌ } أي قدر معلوم متميز عن غيره . وقيل المراد بالأبواب الأطباق طبق فوق طبق ، وهي جهنم ، ثم لظى ، ثم الحطمة ، ثم السعير ، ثم سقر ، ثم الجحيم ، ثم الهاوية ، فأعلاها للموحدين ، والثانية لليهود ، والثالثة للنصارى ، والرابعة للصابئين ، والخامسة للمجوس ، والسادسة للمشركين ، والسابعة للمنافقين ، فجهنم أعلى الطباق ، ثم ما بعدها تحتها ، ثم كذلك ، كذا قيل . وقد أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس قال خلق الإنسان من ثلاث من طين لازب ، وصلصال ، وحمأ مسنون ، فالطين اللازب اللازم الجيد ، والصلصال المدقق الذي يصنع منه الفخار ، والحمأ المسنون الطين الذي فيه الحمأة . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عنه قال الصلصال الماء يقع على الأرض الطيبة ثم يحسر عنها ، فتشقق ثم تصير مثل الخزف الرقاق . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً قال الصلصال هو التراب اليابس الذي يبلّ بعد يبسه . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً قال الصلصال طين خلط برمل . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً . قال الصلصال الذي إذا ضربته صلصل . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً . قال الصلصال الطين تعصر بيدك ، فيخرج الماء من بين أصابعك . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه أيضاً في قوله { مّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } قال من طين رطب . وأخرج هؤلاء عنه أيضاً { مّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } قال من طين منتن . وأخرج ابن أبي حاتم عنه أيضاً قال الجان مسيخ الجنّ ، كالقردة والخنازير مسيخ الإنس . وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة قال الجان هو إبليس ، خلق من قبل آدم . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَـٰهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ } قال من أحسن النار . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه قال نار السموم الحارة التي تقتل . وأخرج الطيالسي ، والفريابي ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال السموم . التي خلق منها الجان جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ، ثم قرأ { وَٱلْجَآنَّ خَلَقْنَـٰهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ ٱلسَّمُومِ } . وأخرجه ابن مردويه عنه مرفوعاً . وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله { قَالَ رَبّ فَأَنظِرْنِى إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ } قال أراد إبليس لا يذوق الموت فقيل إنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، قال النفخة الأولى يموت فيها إبليس ، وبين النفخة والنفخة أربعون سنة . وأخرج أبو عبيد ، وابن جرير ، وابن المنذر عن ابن سيرين { هَذَا صِرٰطٌ عَلَىَّ مُسْتَقِيمٌ } أي رفيع . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن قتادة نحوه . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ } بعدد أطباق جهنم كما قدّمنا . وأخرج ابن المبارك ، وابن أبي شيبة ، وأحمد في الزهد ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا في صفة النار ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في البعث من طرق عن عليّ قال أطباق جهنم سبعة ، بعضها فوق بعض ، فيملأ الأوّل ، ثم الثاني ، ثم الثالث حتى . تملأ كلها ، وأخرج البخاري في تاريخه ، والترمذي ، وابن مردويه عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بجهنم سبعة أبواب ، باب منها لمن سلّ السيف على أمتي " وقد ورد في صفة النار أحاديث وآثار . وأخرج ابن مردويه ، والخطيب في تاريخه عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " في قوله تعالى { لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْء مَّقْسُومٌ } قال « جزء أشركوا بالله ، وجزء شكوا في الله ، وجزء غفلوا عن الله " .