Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 15, Ayat: 45-66)
Tafsir: Fatḥ al-qadīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ } أي المتقين للشرك بالله كما قاله جمهور الصحابة والتابعين . وقيل هم الذين اتقوا جميع المعاصي { في جنات } وهي البساتين ، { وعيون } وهي الأنهار . قرىء بضم العين من { عيون } على الأصل ، وبالكسر مراعاة للياء . والتركيب يحتمل أن يكون لجميع المتقين جنات وعيون ، أو لكل واحد منهم جنات وعيون ، أو لكل واحد منهم جنة وعين { ٱدْخُلُوهَا } قرأ الجمهور بلفظ الأمر على تقدير القول أي قيل لهم أدخلوها . وقرأ الحسن وأبو العالية ، وروي عن يعقوب بضم الهمزة مقطوعة ، وفتح الخاء على أنه فعل مبني للمفعول أي أدخلهم الله إياها . وقد قيل إنهم إذا كانوا في جنات وعيون ، فكيف يقال لهم بعد ذلك ادخلوها على قراءة الجمهور ؟ فإن الأمر لهم بالدخول يشعر بأنهم لم يكونوا فيها ، وأجيب بأن المعنى أنهم لما صاروا في الجنات ، فإذا انتلقوا من بعضها إلى بعض يقال لهم عند الوصول إلى التي أرادوا الانتقال إليها ادخلوها ، ومعنى { بِسَلامٍ ءامِنِينَ } بسلامة من الآفات ، وأمن من المخافات ، أو مسلمين على بعضهم بعضاً ، أو مسلماً عليهم من الملائكة ، أو من الله عزّ وجلّ . { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ } الغلّ الحقد والعداوة ، وقد مرّ تفسيره في الأعراف ، وانتصاب { إِخْوَانًا } على الحال ، أي إخوة في الدين والتعاطف { عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } أي حال كونهم على سرر ، وعلى صورة مخصوصة وهي التقابل ، ينظر بعضهم إلى وجه بعض ، والسرر جمع سرير . وقيل هو المجلس الرفيع المهيأ للسرور ، ومنه قولهم سرّ الوادي لأفضل موضع منه { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } أي تعب وإعياء لعدم وجود ما يتسبب عنه ذلك في الجنة لأنها نعيم خالص ، ولذّة محضة تحصل لهم بسهولة ، وتوافيهم مطالبهم بلا كسب ولا جهد ، بل بمجرد خطور شهوة الشيء بقلوبهم يحصل ذلك الشيء عندهم صفوا عفوا { وَمَا هُمْ مّنْهَا بِمُخْرَجِينَ } أبداً ، وفي هذا الخلود الدائم وعلمهم به تمام اللذة وكمال النعيم . فإنّ علم من هو في نعمة ولذة بانقطاعها وعدمها بعد حين موجب لتنغص نعيمه وتكدّر لذته . ثم قال سبحانه بعد أن قصّ علينا ما للمتقين عنده من الجزاء العظيم والأجر الجزيل { نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } أي أخبرهم يا محمد أني أنا الكثير المغفرة لذنوبهم ، الكثير الرحمة لهم ، كما حكمت به على نفسي « إن رحمتي سبقت غضبي » ، اللهم اجعلنا من عبادك الذين تفضلت عليهم بالمغفرة ، وأدخلتهم تحت واسع الرحمة . ثم إنه سبحانه لما أمر رسوله بأن يخبر عباده بهذه البشارة العظيمة ، أمره بأن يذكر لهم شيئاً مما يتضمن التخويف والتحذير حتى يجتمع الرجاء والخوف ، ويتقابل التبشير والتحذير ، ليكونوا راجين خائفين ، فقال { وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } أي الكثير الإيلام . وعند أن جمع الله لعباده بين هذين الأمرين من التبشير والتحذير ، صاروا في حالة وسط بين اليأس والرجاء ، وخير الأمور أوساطها ، وهي القيام على قدمي الرجاء والخوف ، وبين حالتي الأنس والهيبة . وجملة { وَنَبّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } معطوفة على جملة { نبىء عبادي } أي أخبرهم بما جرى على إبراهيم من الأمر الذي اجتمع فيه له الرجاء والخوف ، والتبشير الذي خالطه نوع من الوجل ليعتبروا بذلك ويعلموا أنها سنّة الله سبحانه في عباده ، وأيضاً لما اشتملت القصة على إنجاء المؤمنين وإهلاك الظالمين ، كان في ذلك تقريراً لكونه الغفور الرحيم ، وأن عذابه هو العذاب الأليم ، وقد مرّ تفسير هذه القصة في سورة هود ، وانتصاب { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ } بفعل مضمر معطوف على { نَبّىء عِبَادِى } أي واذكر لهم دخولهم عليه ، أو في محل نصب على الحال . والضيف في الأصل مصدر ، ولذلك وحد وإن كانوا جماعة ، وسمي ضيفاً لإضافته إلى المضيف { فَقَالُواْ سَلامًا } أي سلمنا سلاماً { قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي فزعون خائفون ، وإنما قال هذا بعد أن قرّب إليهم العجل فرآهم لا يأكلون منه كما تقدم في سورة هود { فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } هود 70 وقيل أنكر السلام منهم ، لأنه لم يكن في بلادهم . وقيل أنكر دخولهم عليه بغير استئذان . { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } أي قالت الملائكة لا تخف . وقرىء " لا تاجل " و " لا توجل " من أوجله أي أخافه ، وجملة { إِنَّا نُبَشّرُكَ بِغُلَـٰمٍ عَلِيمٍ } مستأنفة لتعليل النهي عن الوجل ، والعليم كثير العلم . وقيل هو الحليم كما وقع في موضع آخر من القرآن ، وهذا الغلام هو إسحاق كما تقدّم في هود ، ولم يسمه هنا ولا ذكر التبشير بيعقوب اكتفاء بما سلف { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِى } قرأ الجمهور بألف الاستفهام . وقرأ الأعمش " بشرتموني " بغير الألف { عَلَىٰ أَن مَّسَّنِىَ ٱلْكِبَرُ } في محل نصب على الحال ، أي مع حالة الكبر والهرم { فَبِمَ تُبَشّرُونَ } استفهام تعجب ، كأنه عجب من حصول الولد له مع ما قد صار إليه من الهرم الذي جرت العادة بأنه لا يولد لمن بلغ إليه ، والمعنى فبأي شيء تبشرون ؟ فإن البشارة بما لا يكون عادة لا تصح . وقرأ نافع " تبشرونِ " بكسر النون والتخفيف وإبقاء الكسرة لتدل على الياء المحذوفة . وقرأ ابن كثير ، وابن محيصن بكسر النون مشدّدة على إدغام النون في النون ، وأصله تبشرونني . وقرأ الباقون " تبشرون " بفتح النون . { قَالُواْ بَشَّرْنَـٰكَ بِٱلْحَقّ } أي باليقين الذي لا خلف فيه ، فإن ذلك وعد الله وهو لا يخلف الميعاد ، ولا يستحيل عليه شيء ، فإنه القادر على كل شيء { فَلاَ تَكُن مّنَ ٱلْقَـٰنِطِينَ } هكذا قرأ الجمهور بإثبات الألف . وقرأ الأعمش ، ويحيـى بن وثاب " من القنطين " بغير ألف . وروي ذلك عن أبي عمرو أي من الآيسين من ذلك الذي بشرناك به { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } قرىء بفتح النون من " يقنط " وبكسرها وهما لغتان . وحكي فيه ضم النون ، و { الضالون } المكذبون ، أو المخطئون الذاهبون عن طريق الصواب ، أي إنما استبعدت الولد لكبر سني ، لا لقنوطي من رحمة ربي . ثم سألهم عما لأجله أرسلهم الله سبحانه فقال { فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } الخطب الأمر الخطير والشأن العظيم ، أي فما أمركم وشأنكم ، وما الذي جئتم به غير ما قد بشرتموني به ، وكأنه قد فهم أن مجيئهم ليس لمجرد البشارة ، بل لهم شأن آخر لأجله أرسلوا { قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } أي إلى قوم لهم إجرام ، فيدخل تحت ذلك الشرك ، وما هو دونه ، وهؤلاء القوم هم قوم لوط . ثم استثنى منهم من ليسوا مجرمين فقال { إِلا ءالَ لُوطٍ } وهو استثناء متصل لأنه من الضمير في { مجرمين } ولو كان من قوم لكان منقطعاً لكونهم قد وصفوا بكونهم مجرمين ، وليس آل لوط مجرمين . ثم ذكر ما سيختص به آل لوط من الكرامة لعدم دخولهم مع القوم في إجرامهم فقال { إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أجمعين } أي آل لوط ، وهم أتباعه وأهل دينه ، وهذه الجملة مستأنفة على تقدير كون الاستثناء متصلاً كأنه قيل ماذا يكون حال آل لوط ؟ فقال { إنا لمنجوهم أجمعين } وأنما على تقدير كون الاستثناء منقطعاً فهي خبر ، أي لكن آل لوط ناجون من عذابنا . وقرأ حمزة والكسائي " لمنجوهم " بالتخفيف من أنجا . وقرأ الباقون بالتشديد من نجي . واختار هذه القراءة الأخيرة أبو عبيدة وأبو حاتم ، والتنجية والإنجاء التخليص مما وقع فيه غيرهم . { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ } هذا الاستثناء من الضمير في منجوهم إخراجاً لها من التنجية ، والمعنى قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنهلكهم إلاّ آل لوط إنا لمنجوهم إلاّ إمرأته فإنها من الهالكين . ومعنى { قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } قضينا وحكمنا أنها من الباقين في العذاب مع الكفرة . والغابر الباقي ، قال الشاعر @ لا تكْسَع الشول بأغبارها إنك لا تدري من الناتج @@ والإغبار بقايا اللبن . قال الزجاج معنى قدّرنا دبرنا ، وهو قريب من معنى قضينا . وأصل التقدير جعل الشيء على مقدار الكفاية . وقرأ عاصم من رواية أبي بكر والمفضل " قدرنا " بالتخفيف . وقرأ الباقون بالتشديد . قال الهروي هما بمعنى ، وإنما أسند التقدير إلى الملائكة من كونه مع فعل الله سبحانه ، لما لهم من القرب عند الله . { فَلَمَّا جَآء ءالَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ } هذه الجملة مستأنفة لبيان وإهلاك من يستحق الهلاك ، وتنجية من يستحق النجاة { قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } أي قال لوط مخطاباً لهم إنكم قوم منكرون ، أي لا أعرفكم ، بل أنكركم { قَالُواْ بَلْ جِئْنَـٰكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } أي بالعذاب الذي كانوا يشكون فيه ، فالإضراب هو عن مجيئهم بما ينكره ، كأنهم قالوا ما جئناك بما خطر ببالك من المكروه ، بل جئناك بما فيه سرورك ، وهو عذابهم الذي كنت تحذرهم منه وهم يكذبونك . { وَاتَيْنَـٰكَ بِٱلْحَقّ } أي باليقين الذي لا مرية فيه ولا تردّد ، وهو العذاب النازل بهم لا محالة { وِإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ } في ذلك الخبر الذي أخبرناك . وقد تقدّم تفسير قوله { فأسر بأهلك بقطع من الليل } في سورة هود { وَٱتَّبِعْ أَدْبَـٰرَهُمْ } أي كن ورائهم تذودهم لئلا يختلف منهم أحد فيناله العذاب { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } أي لا تلتفت أنت ولا يلفتت أحد منهم فيرى ما نزل بهم من العذاب ، فيشتغل بالنظر في ذلك ، ويتباطأ عن سرعة السير والبعد عن ديار الظالمين . وقيل معنى لا يلتفت لا يتخلف { وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } أي إلى الجهة التي أمركم الله سبحانه بالمضيّ إليها ، وهي جهة الشام . وقيل مصر . وقيل قرية من قرى لوط . وقيل أرض الخليل . { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ } أي أوحينا إلى لوط { ذَلِكَ ٱلأَمْرَ } وهو إهلاك قومه ، ثم فسره بقوله { أَنَّ دَابِرَ هَـؤُلآْء مَقْطُوعٌ } قال الزجاج موضع " أن " نصب ، وهو بدل من { ذلك الأمر } ، والدابر هو الآخر ، أي أن آخر من يبقى منهم يهلك وقت الصبح . وانتصاب { مُّصْبِحِينَ } على الحال ، أي حال كونهم داخلين في وقت الصبح ، ومثله { فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } الأنعام 45 . وقد أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله { ءامِنِينَ } قال آمنوا الموت ، فلا يموتون ، ولا يكبرون ، ولا يسقمون ، ولا يعرون ، ولا يجوعون . وأخرج ابن جرير عن عليّ { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ } قال العداوة . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن مردويه عن الحسن البصري قال قال عليّ بن أبي طالب فينا والله أهل بدر نزلت { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } . وأخرج ابن عساكر ، وابن مردويه عنه في الآية ، قال نزلت في ثلاثة أحياء من العرب ، في بني هاشم ، وبني تميم ، وبني عديّ ، فيّ وفي أبي بكر وعمر . وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن عساكر عن كثير النواء ، قال قلت لأبي جعفر إن فلاناً حدثني عن عليّ بن الحسين أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر وعليّ { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ } قال والله إنها لفيهم أنزلت وفيمن تنزل إلاّ فيهم ؟ قلت وأي غلّ هو ؟ قال غلّ الجاهلية ، إن بني تميم وبني عديّ وبني هاشم كان بينهم في الجاهلية ، فلما أسلم هؤلاء القوم تحابوا ، فأخذت أبا بكر الخاصرة ، فجعل عليّ يسخن يده ، فيكمد بها خاصرة أبي بكر ، فنزلت هذه الآية . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، وابن مردويه عن عليّ من طرق أنه قال لابن طلحة إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك من الذين قال الله فيهم { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم } الآية ، فقال رجل من همدان الله أعدل من ذلك ، فصاح عليّ عليه صيحة تداعى لها القصر ، وقال فيمن إذن إن لم نكن نحن أولئك . وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، والطبراني ، وابن مردويه عن عليّ قال إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان والزبير وطلحة فيمن قال الله { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ } . وأخرج ابن مردويه ، وابن عساكر من طريق الكلبي عن أبي صالح ، عن ابن عباس في هذه الآية ، قال نزلت في عشرة أبي بكر وعمر ، وعثمان وعلي ، وطلحة والزبير ، وسعد وسعيد ، وعبد الرحمٰن بن عوف ، وعبد الله بن مسعود . وأخرجه ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن أبي صالح موقوفاً عليه . وأخرج ابن أبي شيبة ، وهناد ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } قال لا يرى بعضهم قفا بعض . وأخرجه ابن المنذر ، وابن مردويه عن مجاهد ، عن ابن عباس . وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وأبو القاسم البغوي ، وابن مردويه ، وابن عساكر عن زيد بن أبي أوفى قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا هذه الآية " { إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ } قال المتحابون في الله في الجنة ينظر بعضهم إلى بعض " وأخرج ابن أبي حاتم عن السديّ في قوله { لاَ يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ } قال المشقة والأذى . وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه من طريق عطاء بن أبي رباح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال « اطلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة فقال " ألا أراكم تضحكون " ؟ ثم أدبر ، حتى إذا كان عند الحجر رجع القهقري ، فقال إني لما خرجت جاء جبريل فقال يا محمد ، إن الله - عزّ وجلّ - يقول لمَ تقنط عبادي ؟ { نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } » . وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مصعب بن ثابت قال « مرّ النبي صلى الله عليه وسلم على ناس من أصحابه يضحكون فقال اذكروا الجنة ، واذكروا النار » ، فنزلت { نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } . وأخرج الطبراني ، والبزار ، وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير ، قال مرّ النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه . وأخرج البخاري ، ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة ، فأمسك عنده تسعة وتسعين رحمة ، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة ، فلو يعلم الكافر كل الذي عند الله من رحمته ، لم ييأس من الرحمة ، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب ، لم يأمن من النار " وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } لا تخف . وأخرج ابن أبي حاتم عن السديّ { مّنَ ٱلْقَـٰنِطِينَ } قال الآيسين . وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة { إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } يعني الباقين في عذاب الله . وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } قال أنكرهم لوط ، وفي قوله { بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } قال بعذاب قوم لوط . وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عن قتادة { بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } قال يشكون . وأخرج عبد الرزاق ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة في قوله { وَٱتَّبِعْ أَدْبَـٰرَهُمْ } قال أمر أن يكون خلف أهله يتبع أدبارهم في آخرهم إذا مشوا . وأخرج ابن أبي حاتم عن السديّ { وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } قال أخرجهم الله إلى الشام . وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن زيد { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ } قال أوحيناه إليه . وأخرج ابن جرير عن ابن عباس { أَنَّ دَابِرَ هَـؤُلآْء مَقْطُوعٌ } يعني استئصالهم وهلاكهم .